حيلة ثم إن موسى بن جعفر (ع) بعد ثلاثة أيام دعا بمسيب الخادم وكان به موكلا فقال له يا مسيب فقال لبيك يا مولاي قال (ع) اني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدي رسول الله (ص) لا عهد إلي من فيها يعمل بعدي قال المسيب قلت يا مولاي كيف تأمرني والحرس معي على الأبواب ان افتح لك الأبواب وأقفالها فقال (ع) يا مسيب أضعيف يقينك في الله عز وجل وفينا قال يا سيدي لا قال فمه قال المسيب فقلت متى يا مولاي فقال (ع) يا مسيب إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثاها فقف وانظر قال مسيب فحرمت على نفسي الاضطجاع في تلك الليلة ولم أزل راكعا وساجدا ومنتظرا ما وعدني به فلما مضى من الليلة ثلثاها نعست وانا جالس وإذا بمولاي يحركني برجله ففزعت وقمت قائما فإذا انا بتلك الجدران المشيدة والأبنية وما حولها من القصور والحجر قد صارت كلها أرضا والدنيا من حواليها فضاء فظننت بمولاي انه قد أخرجني من الحبس الذي كان فيه فقلت مولاي أين انا من الأرض قال (ع) في مجلسي يا مسيب فقلت يا مولاي فخذ لي من ظالمي وظالمك فقال (ع) تخاف من القتل فقلت مولاي معك لا فقال (ع) يا مسيب فاهدء على جملتك فاني راجع إليك بعد ساعة واحدة فإذا وليت عنك فيعود مجلسي إلى بنيانه فقلت يا مولاي فالحديد لا تقطعه فقال (ع) يا مسيب ويحك الآن الله تعالى الحديد لعبده داود فكيف يتصعب علينا الحديد قال مسيب ثم خطى بين يدي خطوة فلم أدري كيف غاب عن بصري ثم ارتفع البنيان
(٩٣)