النوم شيئا منهم وقد أعاذ الله أوليائه من ذلة الشيطان كما حدثتك نفسك قال الله تعالى (ان عبادي ليس عليهم سلطان) الحسن بن سهيل عن علي بن محمد بن الحسن قال خرج السلطان بريد البصرة فخرج أبو محمد (ع) يشيعه فنظرنا إليه ماضيا معه وكنا جماعة من شيعته فجلسنا من الخايطين ننتظر رجوعه فلما رجع (ع) وقف علينا ثم مد يده إلى قلنسوته فاخذها عن رأسه وأمسكها بيده وامر بيده الأخرى على رأسه وضحك في وجه رجل منافق فقال الرجل مبادرا اشهد انك حجة الله وخيرته فسألناه ما شأنك فقال كنت شاكا فيه وقلت في نفسي ان رجع واخذ في الطريق قلنسوته عن رأسه قلت بإمامته روى أنه (ع) لما حبسه المعتمد وحبس جعفرا أخاه معه وكان المعتمد قد سلمهما في يد على (حرين) وكان المعتمد يسأل عن اخباره في كل وقت فيخبره انه يصوم النهار ويقوم الليل فسأله يوما من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال المعتمد امض يا علي الساعة إليه واقرأه مني السلام وقل انصرف إلى منزلك مصاحبا فقال على حرين فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا ودخلت إليه (ع) فوجدته جالسا قد لبس طيلسانه وخفه وشاسيته ولما رآني نهض فاديت إليه الرسالة فجاء وركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت ما وقوفك يا سيدي فقال حتى يخرج جعفر فقلت إنما امرني باطلاقك دونه فقال لي ارجع إليه وقل له خرجنا من دار واحدة جميعا وإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك
(١٢٥)