قال: إني رأيت بني أمية على منابر الأرض وسيملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء، فانتظروا وأخلاف سفهائهم، فإذا اختلف سفهاؤهم ارتدوا على أعقابهم لا يرتقون فتقا إلا فتق الله عليهم أعظم منه حتى يخرج مهدينا.
واهتم رسول الله بالرؤيا التي رآها فأنزل الله عليه: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " (1).
فقوله: إن بني أمية لا يزالون يملكون حتى يختلف سفهاؤهم فإذا اختلفوا ارتدوا على أعقابهم حتى يخرج المهدي هو فيما قدمنا ذكره يعني يخرج المهدي خروج من يملك الأرض من ذريته وبني أمية، وان انقطع ملكهم من المشرق وبقيت لهم بقية المغرب بجزيرة الأندلس، وسيكون أمرهم على ما وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله، وينجز الله ما وعده في كتابه المبين من ايراث الأرض عباده الصالحين.
وقوله: لا يرتقون فتقا إلا فتق الله عليهم أعظم منه. الرتق الحلم. الفتق واصلاحه حتى يعود بحال ما كان قبل أن يتفتق، وكذلك قال أصحاب التفسير في قول الله تعالى: " السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " (2). قالوا:
كانتا السماء لا تمطر، والأرض لا تنبت، ففتق الله السماء، فأمطرت السماء وفتق الأرض فأنبتت.
[1280] ومن رواية يحيى بن محمد بن سلام، يرفعه إلى عبد الله بن مسعود، أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يوما: انطلق معي بابن مسعود. فمضيت معه حتى أتينا بيتا قد غص ببني هاشم.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان معكم من غيركم،