شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج ٣ - الصفحة ٣٣
فقال: إن الأنبياء لا يورثون.
وهذا خلاف كتاب الله عز وجل لأنه يقول جل من قائل: " وورث سليمان داود " (1) وقال حكاية عن زكريا عليه السلام: " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " (2). وذكر فرض المواريث ذكرا عاما لم يستثن فيها أحدا.
خرجت صلوات الله عليها في ذلك إلى مجلس أبي بكر، واحتجت فيه عليه، فلم ينصرف إلى قولها واستنصرت الأمة فلم تجد لها ناصرا، فلذلك ولما هو أعظم وأجل منه في الاستيثار بحق بعلها، وبينها لزمت فراشها أسفا وكمدا (3) حتى لحقت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد سبعين يوما من وفاته غما وحزنا عليه، وهي ساخطة على الأمة لما اضطهدته فيها وابتزته من حق بعلها وبنيها.

(١) النمل: ١٦.
(٢) مريم: ٦.
(3) لقد أجمل المؤلف الكلام هنا، وليس ملازمتها الفراش لما ذكره فحسب، بل عوامل أخرى أجاد الشاعر بيانها قائلا:
وللسياط رنة صداها * في مسمع الدهر فما أشجاها والأثر الباقي كمثل الدملج * في عضد الزهراء أقوى الحجج ومن سواد متنها اسود الفضا * يا ساعد الله الامام المرتضى ولست أدري خبر المسمار * سل صدرها خزانة الاسرار وفي جنين المجد ما يدمي الحشي * وهل لهم إخفاء أمر قد فشى والباب والجدار والدماء * شهود صدق ما به خفاء لقد جنى الجاني على جنينها * فاندكت الجبال من حنينها ورض تلك الأضلع الزكية * رزية ما مثلها رزية وجاوز الحد بلطم الخد * شلت يد الطغيان والتعدي فاحمرت العين وعين المعرفة * تذرف بالمدع على تلك الصفة فإن كسر الظلع ليس ينجبر * إلا بصمصام عزيز مقتدر أهكذا يصنع بابنة النبي * حرصا على الملك فيا للعجب
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست