فقال: إن الأنبياء لا يورثون.
وهذا خلاف كتاب الله عز وجل لأنه يقول جل من قائل: " وورث سليمان داود " (1) وقال حكاية عن زكريا عليه السلام: " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " (2). وذكر فرض المواريث ذكرا عاما لم يستثن فيها أحدا.
خرجت صلوات الله عليها في ذلك إلى مجلس أبي بكر، واحتجت فيه عليه، فلم ينصرف إلى قولها واستنصرت الأمة فلم تجد لها ناصرا، فلذلك ولما هو أعظم وأجل منه في الاستيثار بحق بعلها، وبينها لزمت فراشها أسفا وكمدا (3) حتى لحقت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد سبعين يوما من وفاته غما وحزنا عليه، وهي ساخطة على الأمة لما اضطهدته فيها وابتزته من حق بعلها وبنيها.