يوم أحد (1)، فأبلى من المشركين بلاء شديدا، وقتل منهم عددا كثيرا، وقتل يومئذ عثمان بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين (2).
وكان إذا هجم يومئذ انفرجوا، ولم يقم أحد منهم له، فهجم في جماعة منهم، فافترقوا، وكان فيهم وحشي بن الحارث، وكان من سودان مكة عبدا لجبير بن مطعم (3)، فاستتر منه [خلف] شجرة، ولم يرد حمزة عليه السلام وسار مقدما أمامه في طلب المشركين.
فرماه وحشي بحربة كانت معه، فأصاب مقتله فسقط، وأحاط به المشركون فمثلوا به لشدة ما أبلى [في] هم وكثرة من قتل منهم. وكانت هند أم معاوية مع المشركين يومئذ تحرضهم على القتل، فلما أن قتل حمزة أتت إليه، فبقرت بطنه وأخذت قطعة من كبده، فرمتها في فمها ولاكتها، وأرادت أن تبلعها، فلم تستطع وألقتها (ط).