عبد المطلب كفله عمه أبو طالب شقيق أبيه، فلما اختصه الله عز وجل بالنبوة، وابتعثه بالرسالة حماه أبو طالب ونصره ومنع منه من أراد أذاه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله فيما جاء به من الرسالة والنبوة، وعنف من دفع ذلك وكذبه، إلا أنه لم يظهر الاسلام (1) وكان ذلك أنفع لرسول الله صلى الله عليه وآله لأنه كان سيدا مطاعا في قومه، فلو أسلم لكان كرجل من المسلمين، ولم يبلغ من الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله ما بلغ وهو على حالته، ولم يكن يتحاماه المشركون فيه كما تحاموه، وكان ذلك من صنع الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وآله، وله في نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله، والذب عنه، والمحاماة عنه من دونه ما يخرج ذكره بطوله عن حد هذا الكتاب، وله في ذلك أشعار كثيرة معروفة يستدعي فيها قبائل العرب لنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ويؤكد فيها فضله وصدقه وأمر ابنيه عليا وجعفر باتباعه، ورغبهما في ذلك، وأقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وذكر ذلك في غير موضع من شعره. فمنه
(٢٢١)