شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٢٨
كان من الحمية الجاهلية بل فضلهم هو الإيمان والحكمة وهو غير موجود فيهم بل هو في رجال أهل اليمن قيل: المراد بهم الأنصار الذين استجابوا لله ولرسوله طوعا ونصروه وهم يماني النسب وقيل: المراد بهم أهل مكة أي بعضهم إما لأن مكة من تهامة وتهامة من أرض اليمن أو لأنه قال: هذا وهو بتبوك ومكة بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وأراد مكة ويؤيده قوله «ولولا الهجرة لكنت امرأ من أهل اليمن» فإنه صريح في أن المراد باليمن مكة بأحد الوجهين المذكورين وقوله «الإيمان يماني» أي منسوب إلى اليمن معناه على القول الأول أن قوة الإيمان واشتهاره من أهل اليمن لكونهم من أنصار الدين وعلى القول الثاني أن مبدأه مكة والمشهور في يماني تخفيف الياء لأن ألفه زيدت بدلا من ياء النسبة فلا يجمع بينهما وحكى المبرد وسيبويه عن بعض العرب التشديد فيها وهذه الوجوه تجري في قوله «والحكمة يمانية» والحكمة لغة ما يمنع من الجهل والحكيم من منعه عقله عنه وفي العرف الفقه في الدين وهو العلم النافع المصحوب بإنارة البصيرة وتهذيب النفس وبه فسر قوله تعالى: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) (الجفا والقسوة في الفدادين أصحاب الوبر ربيعة ومضر من حيث يطلع قرن الشمس) الجفاء بالمد خلاف البر وهي كيفية للنفس تمنع من إيصال النفع إليها أو إلى غيرها وهي تتفاوت في الأشخاص والقسوة والقساوة غلظة القلب وشدته وأعظم أسبابه الذنوب وهي كيفية تمنع القلب من قبول للخير والموعظة، والفدادين ضبطه بعضهم بتخفيف الدال جمع فدان بتشديدها وفسره ببقر الحرث ورده أبو عبيد بأن العرب لم تكن تعرف الحرث وإنما هو في الروم والشام وهي إنما فتحت بعد وفاته صلى الله عليه وآله وفيه نظر، ثم قال: وإنما هي بالتشديد جمع فداد بالتشديد أيضا فسره بالمكثر من كسب الإبل والكسب من المائتين إلى الألف من الفديد وهي الإبل الكثيرة وفسره الأصمعي بأنه الذي يرفع صوته في حرثه وماشيته من فد الرجل فديدا إذا اشتد صوته، وقال ابن دريد: هو رجل شديد وطؤه للأرض بمرح أو سرعة، وقال بعضهم: هو المكثر من غير تقييده بكسب الإبل لأن الإكثار موجب للفخر والخيلاء واحتقار الناس وهي مستتبعة للجفاء والقساوة، وقال ثعلب: الفدادون الجمالون والبقارون والحمالون والرعيان.
أقول: أقرب المعاني ههنا ما ذكره أبو عبيد لأن قوله صلى الله عليه وآله «أصحاب الوبر» بدل من الفدادين والوبر بكسر الباء الإبل وبفتحها ما للإبل كالصوف للغنم والشعر للمعز، قال في الصحاح الوبر للبعير بالتحريك الواحدة وبرة وقد وبر البعير بالكسر وهو وبر قوله «ربيعة ومضر» أما بدل من الفدادين أو من أصحاب الوبر وهما إخوان ابنا نزار بن معد بن عدنان معروفان في كثرة العدد وغلبة العدد وفي الكفر وعداوة الرسول وكانا ساكنين في النجد وهي شرقي المدينة وتبوك كما أشار
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481