وعني به مسيلمة الكذاب، وأن يكتب فيه: هذا ما قاضى رسول الله، وقال: إنما نقاتلك لادعائك الرسالة، واكتب: هذا ما قاضى محمد بن عبد الله.
و «جريم» في بعض النسخ بالجيم والراء المهملة اسم لرجل وكأنه لقب به لكثرة ذنوبه أو لعظمة جسده، وفي بعضها بالزاي المعجمة وكأنه لقب به لكونه قاطعا للأرحام أو للإسلام وفي شق منه وفي بعضها حريم كأمير أو زبير بالحاء والراء المهملتين لقب لرجال وكأنه لقبوا به لكونهم محرومين ممنوعين من الخير، وهونة وهوذة بالذال المعجمة وفي بعض النسخ بالدال المهملة وقيل هو تصحيف اسمان لرجلين والله أعلم.
* الأصل:
28 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن مولى لأمير المؤمنين (عليه السلام) سأله مالا فقال: يخرج عطائي فاقاسمك هو، فقال: ولا أكتفي، وخرج إلى معاوية فوصله فكتب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره بما أصاب من المال فكتب إليه أمير المؤمنين (عليه السلام):
أما بعد: فإن ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى أهله بعدك وإنما لك منه ما مهدت لنفسك فآثر نفسك على صلاح ولدك فإنما أنت جامع لأحد رجلين: إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له، وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ولا تبرد له على ظهرك، فارج لمن مضى رحمة الله وثق لمن بقي برزق الله.
* الشرح:
(إن مولى لأمير المؤمنين عليه السلام) المراد بالمولى إما الناصر أو المحب أو التابع (إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت) أي بسبب ما شقيت به أما سعادته فلأنه وجد مالا بلا تعب وصرفه في وجوه البر فله ما وعد به المنفقون، وأما شقاوة الجامع له إن جمع من وجه حرام أو حلال ولم يخرج واجباته أو أخرجها ولم يخرج مندوباته فظاهرة لأن عليه في الأولين عقوبات وفي الأخير حسرات بسبب رؤية ثواب ماله في ميزان غيره (وأما رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له) فشقيت أيضا لأنك كنت عونا له على معصيته (وليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك) هذا ناظر إلى الأول (ولا تبرد له على ظهرك) هذا ناظر إلى الثاني وفي الصحاح: ما برد لك على فلان أي ما تثبت ووجب وبرد لي عليه كذا من المال ولي عليه ألف بارد وسموم بارد أي ثابت لا يزول، والظاهر أن تبرد معطوف على تؤثره و «لا» زائدة لتأكيد النفي