مناسب سيما في نسخة الأصل وهي سلطن بلفظ الماضي فلابد من ارتكاب إحدى التأويلين إما بأن يجعل النون حرفا دالة على جمعية الفاعل قبل ذكره أو بأن يجعل الفعل خبرا مقدما على المبتدأ وهو اسم الظاهر والسلاطة القهر وقد سلطه الله فتسلط عليهم ومنه السلطان وهو الوالي يذكر ويؤنث ثم المراد بتسلط النساء والإماء وغلبتهن على الرجال إمارتهن عليهم على ما هو الظاهر ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك وهو دخول الرجال تحت حكمهن سواء كن سلاطين أو لم تكن وسلطن يجوز أن يكون من المجرد المعلوم وأن يكون من المزيد المجهول، ويمكن أن يكون المراد تسليط الإماء على الحراير.
* الأصل:
26 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جعفر العقبي رفعه قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة وإن الناس كلهم أحرار ولكن الله خول بعضكم بعضا فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمن به على الله عزوجل، ألا وقد حضر شيء ونحن مسوون فيه بين الأسود والأحمر، فقال مروان لطلحة والزبير: ما أراد بهذا غيركما، قال: فأعطى كل واحد ثلاثة دنانير وأعطى رجلا من الأنصار ثلاثة دنانير وجاء بعد غلام أسود فأعطاه ثلاثة دنانير فقال الأنصاري: يا أمير المؤمنين هذا غلام أعتقته بالأمس تجعلني وإياه سواء؟ فقال: إني نظرت في كتاب الله فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضلا.
* الشرح:
(إن آدم لم يلد عبدا ولا أمة وإن الناس كلهم أحرار) دل على أصالة الحرية ولذلك قدم بعضهم قول المنكر للعبودية وهذا تمهيد للتسوية في القسمة ورفع توهم من يتوقع التفاضل من أهل الشرف (ولكن الله خول) أي أعطى بعضكم بعضا من باب التمليك تفضلا بالحكمة الداعية له (فمن كان له بلاء فصبر في الخير فلا يمن به على الله عز وجل) أي فمن كان له بلاء واختبار فصبر عليه ثابتا في الخير بأن يرضى ولا يشكو فلا يمن به على الله عز وجل بل لله عليه المن حيث وفقه له ولطف به وأحسن إليه وأجزل ثوابه ورفع درجته، وفيه حث على الصبر على البلاء مطلقا خصوصا للشريف المبتلى بالتسوية بينه وبين الوضيع في الإعطاء كما ابتلى بالتسوية بينهما في الدماء (إلا وقد حضر شيء قليل) من الدراهم والدنانير (ونحن مسوون فيه بين الأسود والأحمر) أي بين العرب والعجم أي بين الناس كلهم وفي بعض النسخ: «مستوون» (فقال مروان لطلحة والزبير ما أراد بهذا غيركما) قال المخذول ذلك حثا لهما على المخالفة وإنكار حكمه وهو مروان