شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٠٦
وحذف الموصول في المعطوف يؤيد الثاني والله أعلم (معتبر) أي في دون ذلك اعتبار لمن اعتبر فكيف فيه فإنكم من ذلك الاعتبار تعلمون أنه يجب عليكم بعده الاتحاد في الدين والتعاون والتناصر ومقاساة مرارة الصبر والرجوع إلى أعلمكم بالفروع والأصول وبجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله والاجتماع عليه وعدم التفرق عنه بالرأي ليرد عليكم نصر الله ورحمته ويتم لكم دين الله ونعمته ثم حثهم على الاعتبار لئلا يعدوا ناقصين في العقل والسمع والبصر بقوله (وما كل ذي قلب بلبيب) أي عاقل كامل خالص ينتفع بعقله فيما خلق لأجله بل عقل الأكثر تابع للوهم والخيال والنفس الأمارة التابعة للشيطان المايلة إلى شهوات الدنيا والعصيان (ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير) إذ السميع والبصير من استعمل سمعه في المسموعات وبصره في المبصرات وعمل بهما واستفاد العبرة منهما وأصلح حاله في أمر المعاد واجتنب عما يوجب الفساد.
(عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه) أي يهمكم ومن حسن إسلام المرء ترك النظر فيما لا يعنيه ولا يهمه وفيه حث على النظر فيما ينفع في الآخرة ومنه الاعتبار واحتمال قراءة يعينكم من الإعانة بعيد (ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه) العرصات جمع العرصة وهي كل موضع واسع لا بناء فيه ولعل المراد بها دورهم الخربة وأراضيهم الميتة والاقادة من القود وهو محركة القصاص وإنما سمي إهلاكه قصاصا لأنه أمات دين الله تعالى فاستحق بذلك القصاص وقيل من القود نقيض السوق أي جعله الله قايدا لمن تبعه وقوله «بعلمه» بالعين المهملة في أكثر النسخ وبالمعجمة في بعضها وهو الشهوة ولعل المراد بها شهوة الدنيا وفي بعضها بعمله بتقديم الميم على اللام (كانوا على سنة من آل فرعون) جمع الضمير هنا باعتبار المعنى وإفراده في السابق باعتبار اللفظ والسنة الطريقة والسيرة.
(أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم) أي محافل مزينة ومنازل حسنة والظاهر أنه خبر بعد خبر لكانوا مع احتمال أن يكون بيانا للسنة (ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي) أي بعد جريان أمرهم ونهيهم على الناس أو بعد أمر الله لهم بالطاعات ونهيهم عن المنهيات وعدم قبولهم ولفظة «ثم» هنا لمجرد التفاوت في الرتبة لأن العذاب الأخروي أقوى وأشد من العذاب الدنيوي وفيها دلالة على الفخامة والفظاعة.
والنضرة النعمة والعيش الطيب وحسن الحال، والسرور الفرح اللازم لها وفي كل ذلك تحريك على الاعتبار لمن له قلب معتبر وعقل متفكر (ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان) أي ولمن صبر منكم على الثبات في الدين وأذى الفاسقين وتحمل التكليفات الشرعية حسن العاقبة في الجنان
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481