شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٠٧
والعاقبة آخر كل شيء (والله مخلدون) أي والله أنتم مخلدون فيها على حذف المبتدأ (ولله عاقبة الأمور) أي الأمور الخيرية يؤتيها من يشاء بفضله ويمنعها من يشاء بعدله والمراد أن له عاقبة أمور كل أحد إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
ثم تعجب عليه السلام من حال الأمة وأردفه ما هو سبب له ونادى العجب منكرا ليحضر له فقال: (فيا عجبا) أقبل فهذا أو أن إقبالك ويحتمل أن يكون نصبه على المصدر بحذف المنادى أن يا قوم عجبت عجبا.
(ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق) الاستفهام للتعجب من عدم التعجب مع حصول أسبابه وقوتها وهي ترك هذه الفرق ما ينبغي فعله وفعلهم ما ينبغي تركه كما يظهر مما يذكره (على اختلاف حججها في دينها) أي على اختلاف قصورها أو ترددها أو سننها وطرقها أو دلايلها في أصول دينها وفروعه وقوله: «في دينها» متعلق بالخطأ أو بالاختلاف أو بهما على سبيل التنازع وإنما سميت مفتريات أوهامهم ومخترعات أوهامهم حججا على سبيل التهكم (لا يقتصون أثر نبي) في بعض النسخ: «لا يقتفون» وهو تفصيل لخطايا هذه الفرق والمذام التي كان اجتماعهم فيهم سببا لتعجبه منهم (ولا يقتدون بعمل وصي) أراد به نفسه قطعا لعذرهم فإن الاختلاف في الدين قد تعرض عن ضرورة وهي عدم وجود الهادي بينهم فأما إذا كان موجودا هو هو عليه السلام لا عذر لهم على الاختلاف ولا يجوز لهم القيام عليه (ولا يؤمنون بغيب) أي بالله وصفاته واليوم الآخر وأهواله وثوابه وعقابه وحسابه أو بما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) من عند الله تعالى وهو المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب) أو بما هو غائب عن حواسهم مما يعلم بالدليل هذا كله إن جعل قوله «بغيب» صلة ليؤمنون ويحتمل أن يكون حالا عن ضمير الجمع أي لا يؤمنون متلبسين بغيب يعني في حال الغيبة والخفاء كما هو شأن المنافقين (ولا يعفون عن عيب) أي عن زلات أخيهم أو عن عيوبه فيكون إشارة إلى الغيبة وهي فجور وعبور إلى طرف الإفراط من العفة.
(المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا) أي المعروف والمنكر تابعان لإرادتهم وميل طبعهم فما أنكرته طباعهم هو المنكر بينهم وإن كان معروفا في الشريعة وما أرادته طباعهم ومالت إليه كان هو المعروف بينهم وإن كان منكرا في الدين والواجب أن تكون إرادتهم تابعة للقوانين الشرعية في اتباع ما كان فيها معروفا وترك ما كان فيها منكرا (وكل امرئ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى) دل الأول على أنه أمام لنفسه والثاني على أن نفسه إمام له ولا ضير فيه لأنه هو نفسه ونفسه هو فهو من حيث أنه آخذ مأموم ومن حيث أنه مأخوذ منه إمام (بعرى وثيقات
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481