شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٠٨
وأسباب محكمات) الظرف متعلق بآخذ أو حال عن فاعله يعني يفزع في المعضلات إلى نفسه ويعول في المبهمات على رأيه ويتمسك بما تذهب إليه نفسه من الآراء كأنها عنده عرى وثيقة لا يضل من تمسك بها ونصوص جلية لا اشتباه فيها ولفظ العرى مستعار (فلا يزالون بجور) أي بميل قلوبهم (ولن يزدادوا إلا خطأ) لأن النفس الأمارة إذا كانت إماما كان الإمام والمأموم دائما في الجور والظلم والخطأ في الحكم لظهور أن هذا الإمام شأنه ذلك والمأموم لا محالة تابع له (ولا ينالون تقربا) لأن نيل التقرب إنما هو بالتشبث بذيل الإمام العادل والميل إلى الخيرات والعمل بها والاجتناب عن المنهيات والفعل منها وهم معزولون عن جميع ذلك (ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل) لأن الميل عن الحق يوجب بعدا والرجوع إلى خلافه والاعتقاد به وسرعة السير فيه والاستمرار عليه يوجب زيادة البعد وقوله: من الله عز وجل، متعلق بالتقرب والبعد على سبيل التنازع (أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض) لتحقق الرابطة والاتحاد في الجنسية والتوافق في الطريق ولا أنس لهم بالله وبرسوله ولا بالوصي ولا تصديق لهم بهم لانتفاء الرابطة (كل ذلك وحشة.. اه) الوحشة ضد الأنس وحملها على ذلك من باب حمل المسبب على السبب وكذا حمل النفور (أهل حسرات) لباطل صنعوه وحق تركوه وفي بعض النسخ: «أهل خسران» من الخسارة (وكهوف شبهات) الكهف الملجأ يعني لا يتوقفون فيما أشتبه عليهم أمره ولا يبحثون عن وجه الحق ولا يرجعون إلى أهل العلم بل يفتون بما قادهم إليه الهوى ويعملون به وفي بعض النسخ: «وكفروا شبهات».
(وأهل عشوات وضلالة وريبة) العشوة بالفتح الظلمة وبالتثليث الأمر الملتبس وركوب أمر بجهل من غير بيان ومعرفة بوجهه وضلالة الإنسان خروجه عن طريق الحق وضلالة العمل بطلانه، والريبة بالكسر الشك والتهمة والشبهة والظنة (من وكله الله إلى نفسه ورأيه) بعدم منعه عن مقتضيات نفسه واستعمال رأيه أو بسلب اللطف والتوفيق عنه لإبطاله استعداده الفطري (فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم) بالخيانة والفساد (عند من لا يعرفه) ضمير المفعول في الفعلين راجع إلى الموصول الأول فيفيد أن العالم بحاله يعلم وجوه اختلاله ورجوعه إلى الله محتمل لأن من عرف الله علم أن ذلك الرجل متهم في الدين غير مأمون فيه لعلمه بوجوب الرجوع إلى من نصبه الله تعالى لإقامة دينه وإجراء أحكامه وأنه المأمون دون غيره (فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها) وجه التشبيه هو الحيرة والهلاك وعدم الاهتداء إلى المصالح الكلية والجزئية والوجه فيهم آكد لأن الأنعام بلا راع قد لا تهلك وهم قد هلكوا بدواعي النفس الأمارة وإغواء الشيطان الذي لا يغفل عنه طرفة عين (ووا أسفا من فعلات شيعتي) ألحق الأسف بذاته
(٤٠٨)
مفاتيح البحث: السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481