شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٤٠٩
المقدسة وهو الحزن الشديد بسبب ما شاهده بعلم اليقين من الأحوال المنكرة اللاحقة بالشيعة بعده عليه السلام في دولة بني أمية وبني عباس من استذلال بعضهم بعضا وقتل بعضهم بعضا بالمباشرة والتسبب وخروجهم على هؤلاء الكفرة بلا راع مفترض الطاعة وهلاكهم بأيدهيم وغير ذلك من المكاره الواردة عليهم (المتشتة غدا عن الأصل) أريد بالأصل الإمام المفترض الطاعة وبالغد زمان بعده عليه السلام والمتشتة وصف للشيعة وبيان لتفرقهم بفرق مختلفة (النازلة بالفرع) إشارة إلى جماعة منهم خرجوا على هؤلاء الكفرة مع جماعة من العلويين والهاشميين وغيرهم، والمراد بالفرع خلاف الأصل وهو الرعية كزيد وأضرابه (المؤملة الفتح من غير جهته) وصف ثالث للشيعة وإشارة إلى خطائهم في توقيع الفتح بأيديهم لأن الفتح إنما يكون بيد الصاحب عليه السلام (كل حزب منهم أخذ منه بغصن) إشارة إلى تحزبهم بأحزاب مختلفة وأخذ كل حزب لنفسه إماما كما هو المشهور ولفظ «منه» موجود في أكثر النسخ والضمير راجع إلى الفرع.
(أينما مال الغصن مال معه) تشبيه تمثيلي لقصد الإيضاح والوجه في المشبه به حسي وفي المشبه عقلي أو مركب منه ومن حسي وهذا من أحسن التشبيهات في إفادة لزوم المتابعة إذ كما أن حركة الورق إلى جهات حركة الغصن بتحريك الريح أو غيره تابعة لازمة غير منفكة كذلك حركة كل حزب إلى جهات حركة إمامه في الأمور العقلية والعملية وبعد الإشارة إجمالا إلى صولة بني أمية وشوكتهم وأن الخارج عليهم مغلوب مقهور أشار إلى زوال ملكهم وتبدد نظامهم بخروج أبي مسلم مع أهل خراسان ومرو، وساير الأعاجم عليهم بقوله (مع أن الله وله الحمد سيجمع هؤلاء) أي الشيعة بالمعنى الأعم أو الأعم منهم ومن غيرهم «وله الحمد» معترضة لثنائه تعالى على ذلك (لشر يوم لبني أمية) وهو يوم زوال دولتهم ونزول نكبتهم (كما يجمع قزع الخريف) القزع محركة قطع السحاب المتفرقة وإنما خص الخريف لأنه أول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك (يؤلف الله بينهم) فيتوافق قلوبهم على أمر واحد (ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب) الركام الرمل المتراكم بعضه فوق بعض وكذلك السحاب المتراكم وما أشبه من الركم وهو جمع شيء فوق آخر حتى يصير ركاما.
(ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم) في بعض النسخ «من مستثارهم» بالثاء المثلثة استعار الأبواب للطرق ورشح بذكر الفتح مع ما فيه من الإيماء إلى أن حدود ملك بني أمية كأنها كان عليها سور لشدة قوتهم من منع دخول العدو فيه وأريد المستشار موضع شورهم وهو عرض كل واحد ما في ضميره على غيره ليتفقوا على أمر واحد هو أحسن وأوفق لهم، وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي: أريد أن الشيعة بعد اجتماعهم على أبي مسلم يتفرقون إلى البلاد من محل ثورانهم
(٤٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481