شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٩٨
الدقيق سمي ثفلا لأنه من الأقوات التي يكون لها ثفل بخلاف المايعات ثم سمي الحجر الأسفل من الرحى ثفالا والباء زائدة للمبالغة في التعدية والمعنى أنها تدقهم دق الرحى للثفال أو للحب، فقد شبه الفتنة تارة بالنار في الإفناء والإحراق وتارة بالرحى في الكسر والهدم والصدم وأشار بهذا إلى البلية الواردة في أعصارهم على عامة أهل الإسلام خصوصا على الشيعة وأهل العلم والتقوى والصالحين من هذه الأمة وكفاك شاهدا ما ثبت بالتواتر أنهم آذوا أهل الإيمان وقتلوا كثيرا منهم وسبوا ذراريهم ونهبوا أموالهم وقتلوا الحسين عليه السلام وأولاده وذريته وأصحابه وهتكوا حرمة الرسول وحرمة الإسلام وهدموا الكعبة وسبوا عليا عليه السلام ثمانين سنة إلى غير ذلك من المنكرات التي لا يحيط بها البيان.
ثم أشار إلى فساد قلوبهم وقبايح نفوسهم الأمارة بالسوء بقوله (ويتفقهون لغير الله ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة) فإن التفقه والتعلم والعمل ينبغي أن يكون للآخرة ونيل درجاتها والنجاة من عقوباتها وهم يجعلونها وسيلة للدنيا وتحصيل قنياتها (ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها) نظر عليه السلام إلى التحويل وعدمه فرجح الثاني لما في الأول من المفاسد العظيمة وهي رجوع الخلق عنه وخروجهم عليه مع عدم تحقق التحويل لإبقائهم بدع شيوخهم بحالها وما فعله عليه السلام محض الحكمة وفيه دلالة على جواز ارتكاب أقل القبيحين عند التعارض.
(أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليه السلام) أي برده (فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)) مقامه عليه السلام كان متصلا بجدار البيت عند الباب نقل في الجاهلية إلى الموضع المعروف الآن ثم رده رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الموضع الأول ثم رده الثاني إلى الموضع الثاني (ورددت فدك إلى ورثة فاطمة عليها السلام) دل على أنه عليه السلام لم يرد فدك في خلافته لإفضائه إلى الفساد والتفرقة فلا يرد ما أورده بعض العامة من أن أخذ فدك لو لم يكن حقا لرده (عليه السلام) في خلافته (ورددت صاع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما كان) الصاع الذي يكال به ويدور عليه أحكام المسلمين أربعة أمداد بالاتفاق وان اختلفوا في تفسير المد كما هو مذكور في الفروع وأما صاع النبي (صلى الله عليه وآله)، فقد روى الشيخ بطريقين عن سليمان بن حفص المروزي عن أبي الحسن عليه السلام والظاهر أنه الهادي عليه السلام وبطريق آخر عن سماعة أنه خمسة أمداد والأول ضعيف والثاني موثق ولو ثبت ذلك فالأمر مشكل لأن الظاهر أن الأحكام الصاعية مترتبة على صاعه (صلى الله عليه وآله) لا على صاع حدث بعده إلا أن يقال: أن الأئمة عليهم السلام جوزوا بناءها عليه والله أعلم (وأمضيت قطايع أقطعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ)
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481