شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٩٧
الأزلي (من الله الحسنى) هي السعادة والطاعة والبشر للجنة وهم الذين أخذت العناية الأزلية بأيديهم في ظلم الشبهات وقادتهم التوفيقات الربانية في الأئمة الهداة للاستعلام عن حل المشكلات والمتشابهات فهداهم إلى سبيل النجاة فاهتدوا بنور هدايتهم إلى تمييز الحق من الباطل والصحيح من السقيم واعلم أن غرضه عليه السلام من هذه الخطبة هو الشكاية عن الأمة بتركهم الإمام الهادي الفارق بين الحق والباطل وتمسكهم بعقولهم الناقصة وأهوائهم الفاسدة فصار ذلك سببا لعدولهم عن القوانين الشرعية لسوء فهمهم وعدم وقوفهم على مقاصدها وضموا إليها متخيلات أوهامهم ومخترعات أفهامهم فحملوها على غير وجوهها كأهل الخلاف فإنهم ضموا حقا - وهو أنه لابد لهذه الأمة من إمام - إلى باطل وهو أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم ينص به فاخترعوا لأنفسهم إماما وكالمجسمة فإنها ضموا حقا وهو مثل قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) إلى باطل وهو أنه مستقر على العرش كاستقرار الملك على السرير فزعموا أنه تعالى جسم، وكالغلاة فإنهم ضموا حقا وهو كرامته عليه السلام وإخباره بالغيب إلى باطل وهو أن من كان كذلك فهو إله فزعموا أنه إله وكذلك غيرها من أصحاب الملل الفاسدة التي بذكرها يطول الكلام فصاروا بتلك العقائد من أولياء الشيطان في إضلال الناس ولو كانوا يرجعون إليه عليه السلام لخلصهم من تلك الشبهات ونجاهم من هذه الهلكات.
(إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كيف أنتم إذا ألبستكم فتنة) أي أحاطت بكم المحنة والبلية الداعية إلى الضلال عن الحق وسلوك سبيل الباطل كفتن الخلفاء الثلاثة ومن تبعهم (يربو فيها الصغير) أي ينموا أو يرتفع وهو كناية عن امتداد زمانها أو يموت من فزع من ربا فلان إذا انتفخ من فزع (ويهرم فيها الكبير) لشدتها وقوتها وكثرة المشقة بها لاختلاطها وتراكم بعضها فوق بعض ومقاساة الخلق بسبب تبدد نظام أحوالهم (يجري الناس عليها) ويتلقونها بالقبول والإذعان (ويتخذونها سنة) أي قوانين كلية وطرقا شرعية ثم أشار إلى كمال جهلهم المركب بقوله: (فإذا غير منها شيء قيل قد غيرت السنة وقد أتى الناس منكرا) لزعمهم أن الحق منكر وأن المنكر الذي ابتدعوه حق فيردون على العالم الرباني ويعتقدون أنه ليس وراء ما ذهبوا إليه علم، ويمكن أن يكون قوله: «وقد أتى» كلامه عليه السلام لبيان أن ما جاؤوا به منكر في الشريعة ثم أشار إلى اشتداد تلك الفتنة في بعض الأعصار كعصر معاوية ويزيد عليهما العذاب الشديد وسائر خلفاء بني أمية وبني عباس وأضرابهم بقوله (ثم تشتد البلية وتسبى الذرية وتدقهم الفتنة كما تدق النار الحطب وكما تدق الرحى بثفالها) الدق الهشم والكسر وهو كناية عن الإفناء والإعدام والثفال بكسر الثاء المثلثة والفاء بعدها وقد تضم جلدة تبسط تحت رحى اليد ليقع عليه الثفل وهو بالضم
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481