شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٩٦
عمل) أراد باليوم مدة الحياة وبالغد ما بعد الموت، واليوم اسم «إن» و «عمل» قائم مقام الخبر استعمالا للمضاف إليه مقام المضاف أي يوم عمل وقيل: يحتمل أن يكون اسم «إن» ضمير الشأن واليوم جملة من مبتدأ وخبر هي خبرها وكذا «غدا حساب» ثم أشار إلى أصل الفتنة والفساد في الخلق بقوله: (إنما بدء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها حكم الله) وذلك لأن المقصود من بعثة الرسل ووضع الشرايع إنما هو نظام الخلق فكان كل هوى متبع وحكم مبتدع خارج عن حكم الله وحكم الله وحكم رسوله سببا لوقوع الفتنة وتبدد نظام الوجود في هذا العالم وذلك كأهواء المخالفين والبغاة والخوارج والغلاة وغيرهم، ثم أكد ذلك مع الإشارة إلى سبب اشتهار الفتنة وانتشارها بقوله: (يتولى فيها رجال رجالا) أي يتولى طائفة طائفة في الأهواء المتبعة والأحكام المبتدعة التي اتبعها وابتدعها أولا ضال في الشريعة على خلاف حكم الله ورسوله ويرجونها فتشتهر بين الخلق.
ثم أشار إلى أن أسباب تلك الأهواء الفاسدة والأحكام الباطلة امتزاج المقدمات الحقة بالباطلة وبين ذلك بشرطيتين متصلتين أحداهما قوله (إن الحق لو خلص) من مزج الباطل (لم يكن اختلاف) بين الناس ضرورة أن مقدمات الدليل التي استعملها أهل الباطل وترتيبها لو كانت حقا كانت النتيجة حقا فلا يتمكنون من العناد فيه والمخالفة له فوقوع الاختلاف دل على عدم الخلوص، واخراهما قوله: (ولو ان الباطل خلص) من مزج الحق (لم تخف) وجه بطلانه (على ذي حجى) الحجى بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم العقل وذلك لأن مقدمات الشبهة إذا كانت كلها باطلة غير مشوبة بالحق أدرك العاقل الطالب للحق وجه بطلانها ولما خفي وجه البطلان علم عدم الخلوص وكان ذلك سبب الغلط واتباع الباطل لأن النتيجة تابعة لأخس المقدمتين ومن ثم قال المحقق الطوسي قد علم بالاستقراء أن المذاهب الباطلة كلها نشأت من مذهب أهل الحق إذ الباطل الصرف لا أصل له ولا حقيقة ولا يعتقده العاقل إلا إذا اقترن بشبه الحق ثم أشار إلى ما هو في حكم نتيجة هذين القياسين بقوله (لكنه يؤخذ من هذا ضغث) أي قبضة (ومن هذا ضغث فيمزجان فيجتمعان فيخللان معا) التخليل إدخال الشيء في خلال الشيء، وفي تاج اللغة:
تخليل پوشانيدن چيزى ولفظ الضغث هو في الأصل قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس مستعار والمقصود هو التصريح بلزوم الآراء الباطلة والأهواء المتبعة والأحكام المبتدعة لمزح الحق بالباطل وخلط قول الأنبياء بقول الأشقياء ولذلك قال: (فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه) فيزين لهم اتباع الآراء والأهواء والأحكام الخارجة عن حكم الله وكتابه وسنة نبيه بسبب إغوائهم عن تمييز الحق من الباطل فيما سلكوه من الشبهة (ونجا الذين سبقت لهم) في القضاء
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481