شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨٠
بالأحبار والرهبان (الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه) أي بكتمان ما في التوراة والإنجيل من الحلال والحرام ونعت النبي (صلى الله عليه وآله) وتحريف ذلك لإخفاء الحق وإظهار الباطل (فما ربحت تجارتهم) التجارة استعارة لأعمالهم والربح ترشيح لها أي بطل بسبب الكتمان والتحريف المقتضيين لكفرهم جميع أعمالهم الدينية فلا فائدة لها في الآخرة وذلك هو الخسران المبين (وما كانوا مهتدين) إلى سبيل التجارة لأن المقصود منها طلب الربح بحفظ رأس المال وهو هنا الإيمان وهم قد أضاعوه (ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده) وانحرفوا عن منهج الإيمان فصاروا مثل هؤلاء حذو النعل بالنعل فما كانت تجارتهم رابحة كتجارتهم فإن سنة الله تعالى لا تختلف بل تجري في اللاحقين كما جرت في السابقين ولن تجد لسنة الله تحويلا (فهم مع السادة والكبرة) يدورون معهم حيث داروا وينقادون لهم في كل ما أرادوا طمعا فيما عندهم من متاع الدنيا ويتبرؤون منهم يوم القيامة كما قال عز وجل حكاية: (قالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا).
وفي بعض النسخ «والكثرة» بالثاء المثلثة (فإذا تفرقت) وتعددت (قادة الأهواء) هم المشغوفون بالأهواء والآراء القائدون لمن تبعهم إليها (كانوا مع أكثرهم دنيا) لأن مطلوبهم عنده أكثر وحصوله منهم أعظم وأوفر كما هو المعروف من شأن إخوان الشيطان وأطوار أبناء الزمان وفيه ذم للمفتي بالرأي ومن تبعه من هذه الأمة (وذلك مبلغهم من العلم) أي غايتهم وحاصلهم منه.
(لا يزالون كذلك في طمع) في الدنيا ومتاعها وما في أيدي الناس (وطبع) هو بالسكون الختم في الطين ونحوه وليس هنا ختم في الحقيقة وإنما المقصود بيان أنه حدثت في قلوبهم هيئة تمنعها من دخول الحق فيها وقبولها إياه كالختم المانع من دخول الشيء في المختوم وبالتحريك الوسخ الشديد من الصدأ والدنس والشين والعيب ودناءة الخلق وقلة الحياء ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الآثام والأوزار وغيرها من القبايح، وفي النهاية: «أعوذ بالله من طمع يهدي إلى طبع» أي إلى شين وعيب (فلا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير) جعل صوتهم صوت إبليس كأنه نشأ من نفثه في صدورهم وإلهامه في قلوبهم حتى صار صوتهم بغير الحق وإفتاؤهم بالباطل صوته لكماله في السببية وفي «على» دون «من» تنبيه على استيلائه عليهم وكونهم مقهورين لحكمه ثم أشار إلى ذمهم بوجه آخر غير خروجهم من الدين وتخريبه بآرائهم الفاسدة وهو إيذاؤهم أهل العلم وتشديدهم عليهم بقوله (يصير منهم العلماء على الأذى والتعنيف) أي على أذيهم وإضرارهم وتعنيفهم وتشديدهم والعنف ضد الرفق عنف ككرم عليه وبه إذا لم يرفق به وأعنفه وعنفه تعنيفا إذا بالغ في الغلظة والشدة عليه وفي بعض النسخ «التعسف» وهو الظلم يقال:
عسف السلطان إذا ظلم أو الميل عن منهج الصواب (ويعيبون على العلماء بالتكليف) أي
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481