شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨٣
(فلما غشي الناس ظلمة خطاياهم) حين قبض النبي (صلى الله عليه وآله) والتغشية التغطية والغشاوة بالكسر الغطاء شبه الخطايا بالليل وأثبت لها الظلمة مكنية وتخييلية أو شبهها بالظلمة والتركيب من باب لجين الماء ووجه التشبيه هو تحير الناس فيها وعدم اهتدائهم إلى المقصود لضرب الحجاب بينهم وبينه (صاروا إمامين داع إلى الله تعالى) أي إلى طريقه وأسباب التقرب منه وهو علي عليه السلام بأمر الله تعالى وأمر رسوله (صلى الله عليه وآله) (وداع إلى النار) أي إلى أسباب الدخول فيها وهو الأول وأخواه فعند ذلك (نطق الشيطان) في النار لحصول رجائه في إضلالهم وكمال ظنه في إغوائهم كما قال عز وجل: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين).
(فعلا صوته) الحادث من أوتار النغمات المنصوبة على طنبور الخيالات، المحركة إلى أنواع الشهوات (على لسان أوليائه) من الجن والإنس ودعاهم إلى الباطل وزينه في قلوبهم فمالوا إليه (وكثر خيله ورجله) الخيل الفرسان والمراد بهم أصحاب الشوكة والقدرة على المكر والخدعة واستعمال الرأي في وضع القوانين الباطلة، والرجل ككتف من لا ظهر له يركبه، والمراد بهم الضعفاء والتابعون لهم في باطلهم (وشارك الشيطان) في المال والولد (من أشركه فيهما) فحملهم على كسب الأموال من طرق الحرام والتصرف فيها فيما لا ينبغي وعلى تحصيل الولد بالسبب الحرام كجعل مال الإمام مهور النساء وقيم السراري وأمثال ذلك، وقد روي «إن أكثر المخالفين من أولاد الزنا» (فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنة) ضمير «عمل» راجع إلى الموصول والعمل بالبدعة مستلزم لتركهما بالضرورة ولذلك قال سيد الوصيين: «ما أحدثت بدعة إلا تركت بها سنة» (ونطق أولياء الله بالحجة) وهم الأوصياء عليهم السلام ومن تبعهم، والمراد بالحجة البرهان الدال على الحق (وأخذوا بالكتاب والحكمة) التي قال الله تعالى في وصفها وتعظيم أهلها: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) وهي في لسان الشرع العلم النافع في الآخرة وقد يطلق على ما هو أعم من ذلك (فتفرق من ذلك اليوم) الذي قبض فيه صلى الله عليه وآله وتركهم (أهل الحق وأهل الباطل) سلك أهل الحق مسلك الحجة والإيمان وأهل الباطل مسلك الرأي والشيطان.
(وتخاذل وتهاون أهل الهدى) فاعل الفعلين على سبيل التنازع والمراد أن أهل الهدى تخاذلوا وتهاونوا وتركوا النصرة والتعاون بينهم ولولا ذلك لما غلب الضلالة عليهم وفيه نوع شكاية من التابعين لعلي (عليه السلام) بعدم نصرتهم له كما مر مثله عنه (عليه السلام) في الخطبة الطالوتية وبعض أهل العلم غير هذه العبارة وقرأ تخادن بالنون وتهادن بالدال والهوى بالواو والظاهر أنه تحريف (وتعاون أهل الضلالة) وتناصروا بمقتضى القوة الشهوية والغضبية والحمية الجاهلية الغالبة في أهل الفساد مع انضمام الوساوس الشيطانية إليها حتى (كانت) أهل الضلالة هي الجماعة.
(مع فلان وأشباهه) أراد به الأول والثاني والثالث وأضرابهم من الخلفاء المضلة وعلمائهم إلى
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481