شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٧٥
رسالة كتاب ونامه، وسعد الصاحب لأبي جعفر (عليه السلام)، كثير ولم أعرف أحدا منهم بهذا اللقب والمصنف نقلها بطريقين أحدها عن محمد بن يحيى إلى حمزة بن بزيع، والثاني عن الحسين بن محمد الأشعري وعلى هذا كان الأنسب أن يقول: قالا: كتب أبو جعفر (عليه السلام) بتثنية الضمير وإفراده بعيد وإن كان صحيحا (بسم الله الرحمن الرحيم) على استحباب تصدير الرسالة والمكاتيب بالتسمية كما أمر.
(أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله) تقواه تعود إلى خشيته المستلزمة للامتثال بأمره ونهيه والاتصاف بالكمالات النفسانية ثم رغب فيها بذكر فوائدها فقال (فإن فيها السلامة من التلف) أي الهلاك بالآفات والشهوات والخصومات والآمال والخزي والنكال ولفظة «في» للنظر فيه أو للسببية (والغنيمة في المنقلب) أي الآخرة وهي النجاة من عقوباتها والوصول إلى مقام السعادة والنزول في دار الكرامة التي أعدت للمتقين كما نطق به القرآن المبين، وإلى مضمون هاتين الفقرتين أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «واستعينوا بها - أي بالتقوى - على الله فإن التقوى في اليوم حرز وجنة وفي غد الطريق إلى الجنة». ثم علل مضمون كل واحدة منهما وآكده بقوله: «إن الله عز وجل يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله» أي ما بعد عن إدراكه عقله من خزي الآخرة وعقوباتها وآفات الدنيا ومهلكاتها كما يظهر مما بعد ومن الفكير في أحوال الصالحين والظالمين وما ورد عليهم مما دلت عليه الآيات والروايات (ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله) في القاموس: جلى فلانا الأمر كشفه عنه كجلاه وجلى عنه أي يكشف بسبب التقوى عن العبد حجاب الجهل ولوازمه فيدرك المعارف والأسرار والحقايق وما فيه صلاح الدنيا والآخرة ويحترز من الأقوال الكاذبة والأعمال الفاضحة والعقائد الباطلة والأخلاق الفاسدة وهكذا يسير بعلم ويقين إلى أن يبلغ مقام الأنس ومنزل القرب والتقوى وإن كان حصولها موقوفا على علم وعمل لكنه بعد العلوم وإعمال غير محصورة كما لا يخفى على العارفين.
(وبالتقوى نجى نوح ومن معه في السفينة) من الغرق ونجى (صالح ومن معه من الصاعقة) في القاموس: الصاعقة الموت وكل عذاب مهلك وصيحة العذاب والمخراق الذي بيد الملك سائق الحساب ولا يأتي على شيء إلا أحرقه أو نار يسقط من السماء. وفيه دلالة على أن التقوى وإن لم يكن في نهاية الكمال حرز من التلف والهلاك ضرورة أن تقوى قوم نوح وقوم صالح لم يكن في مرتبة تقواهما بل على أن التقوى هي تصديق الرسول ومتابعته في جميع ما جاء به فالشيعة مشتركون في أصل التقوى وإن اختلفوا في درجاتها (وبالتقوى فاز الصابرون) الفوز النجاح والظفر فازمنه نجا وفاز به ظفر أي نجى الصابرون على تحمل البليات والطاعات وترك المنهيات والمشتهيات من المهلكات الدنيوية والعقوبات الاخروية أو ظفروا بالخيرات الحاضرة والمثوبات
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481