شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٧٦
الوافرة في الدنيا والآخرة (ونجت تلك العصب من المهالك) العصب محركة خيار القوم وأشرافهم والمراد بهم نوح وصالح ومن معهما والصابرون على الشدائد من الأمم السابقة (ولهم) أي لنوح وصالح ومن تبعهما من الصابرين والصالحين (إخوان على تلك الطريقة) المستقيمة وهي التقوى والامتثال بالأوامر والنواهي وتطهير الظاهر والباطن (يلتمسون تلك الفضيلة) أي النجاة من التلف والغنيمة في المنقلب والطريقة المذكورة فيكون تأكيدا أو طلبا لبقائها واستمرارها أو زيادتها ولعل المراد بالإخوان أرباب الإيقان من أصحاب الرسول وأمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام ومن تبعهم إلى يوم الدين (نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات) زايدة عن قدر الضرورة وفي بعض النسخ «الالتذاذ» بدل الإيراد (لما بلغهم في الكتاب من المثلات) هي بضم الثاء العقوبات الواقعة على أرباب العصيان والجنايات وأصحاب الطغيان في الشهوات كما دل عليه كثير من الآيات وحفظوا أنفسهم من تلك الخطرات (حمدوا ربهم على ما رزقهم) من التقوى والتوفيق للخيرات والعصمة من اللذات المهلكات (وهو أهل الحمد) بالذات وبما أعطاهم من القدرة على الطاعات والتوفيق لها وغير ذلك من الألطاف والنعم التي لا تحصى.
(وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم) لأنهم وإن بالغوا في طاعة ربهم كانوا بعد مقصرين ولم يأتوا بما هو حقه ولذلك لم يكن أحد من الأولياء إلا وهو معترف بالتقصير وينبغي أن يعلم أن بناء الرشاد والتقوى على ثلاثة أمور: الأول قبول الهادي وهدايته وهو النبي والوصي عليهما السلام، الثاني قبول ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) من الأوامر والنواهي وغيرهما، الثالث قبول ما أراد بالأمر والنهي من العمل بالطاعات وترك المنهيات فأشار عليه السلام إلى الثالث بقوله: (واعلموا أن الله تبارك وتعالى الحليم العليم) في ذكر هذين الوصفين ترغيب في قبول ما يلقى إليهم أما العلم فظاهر وأما الحلم فلأن أخذ الحليم شديد كما اشتهر «اتقوا من غضب الحليم» (إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه) أي ما يوجب رضاه من الطاعات وترك المنهيات، وأشار إلى الثاني بقوله (وإنما يمنع) أي الرحمة (من لم يقبل منه عطاء) وهو ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) من دينه الحق لأنه عطية منه تعالى إلى عباده ومتضمن لمصالحهم وأشار إلى الطريق وأعرض عن هدايته ضل عنه ثم رغب في التوبة بقوله (ثم أمكن أهل السيئات من التوبة) بتبديل الحسنات في كنز اللغة:
الإمكان دست دادن أي أمكن أهل السيئات مطلقا من التوبة والندامة منها بتبديل سيئاتهم حسنات لأن أصل التوبة الخالصة والعفو عن السيئة بعدها والثواب بها ومحبة الله تعالى لأهلها وستره عليه حتى لا يعلم أحد سيئاته كيلا يخجل حسنات مبدلة من السيئات روى المصنف بإسناده عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة. فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481