شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨٢
شأنهم في تفسير كثير من الآيات الكريمة مثل آية الطاعة وآية الولاية ونحوهما (فلا ينكرون) الظاهر أنه معلوم من الإنكار أو النكر والنكور والنكير وفعله من باب علم وفي القاموس: نكر الأمر فلان كفرح نكرا ونكرا ونكورا ونكيرا وأنكره واستنكره وتناكره جهله والمنكر ضد المعروف وفي كنز اللغة: إنكار ونكر ونكورا نا شناختن ونكير نا خوش داشتن أي لا يستقبحون ذلك بل يعدونه حسنا أو لا يعلمون أنه جهل بل يعتقدون أنه علم، وإنما قلنا: الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون مجهولا من الإنكار (أولئك أشباه الأحبار والرهبان) الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريف حدوده.
(قادة في الهوى سادة في الردى) لأنهم أرباب الأهواء النفسانية وأصحاب الآراء الشيطانية قائدون لهم إلى المهلكات الدنيوية والاخروية، ولما أشار إلى صنفين منهم الأئمة المضلة والمأمومين لهم أراد أن يشير إلى صنف ثالث منهم وهم المستضعفون فقال (وآخرون منهم جلوس بين الضلالة والهدى) أن بين طريق الباطل وطريق الحق ولا يميزون بين أهل الهداية والضلالة ولا بين صلاح أحدهما وفساد الآخر (لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى) فلا يكونون من هؤلاء ولا من هؤلاء بل واقفون مترددون يقولون (ما كان الناس) في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) (يعرفون هذا) أي هذا الاختلاف بين الأمة في أمرا لدين حيث لم يكن فيهم (ولا يدرون ما هو) الظاهر أنه عطف على ما يقولون أي ولا يدري الآخرون الجالسون ما هذا الاختلاف ولا أي شيء سببه والعطف على يعرفون (وصدقوا) في هذا القول وهو أنه لم يكن اختلاف بين الأمة في عهده (صلى الله عليه وآله) واعلم أن هذا الصنف هو الثالث فيما روي من أن عليا عليه السلام باب الله من دخل فيه فهو مؤمن ومن خرج منه فهو كافر ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه فهو مستضعف في مشيئة الله تعالى. ثم أشار عليه السلام من باب الاستيناف إلى سبب صدقهم وسبب الاختلاف بعده (صلى الله عليه وآله) بقوله (تركهم) أي الأمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قبض (على البيضاء ليلها من نهارها) أي على الملة البيضاء ليلها متميزة من نهارها وهذا يحتمل وجهين الأول أن يراد بالنهار ظاهر الملة وبالليل باطنها لخفائه بالنسبة إلى الظاهر بحيث لا يهتدي إليه كل أحد، الثاني أن يراد بالنهار الحق وبالليل الباطل والبدعة بتشبيه الحق بالنهار والبدعة بالليل في الظلمة وإضافتها إلى الملة باعتبار أن الملة كاشفة مبينة لها والله أعلم (لم تظهر فيهم بدعة) هي ما لم يكن في عهده (صلى الله عليه وآله) وكان مخالفا لما جاء به (ولم تبدل فيهم سنة) هي ما جاء به (صلى الله عليه وآله) ويمكن أن يراد بالبدعة ولاية الجور وبالسنة ولاية الحق، الأولى لم تكن حينئذ والثانية لم تبدل (لا خلاف عندهم) حينئذ في السنة (ولا اختلاف) في الولاية والإمامة بل كانوا كلهم على سنة واحدة وولاية واحدة هي ولاية علي (عليه السلام) طوعا أو كرها أو غير مظهرين لخلافه.
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481