شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٨١
بتكليف العلماء إياهم بالأحكام الشرعية والاتباع للحق ورفض الباطل ثم أشار إلى أن للعلماء امتحانا آخر هو سبب لامتحان المذكور أعني تحمل الأذى والتعنيف من الجهال وهو وجوب أداء الأمانة بالوعظ والأمر والنهي بقوله (والعلماء في أنفسهم خانة) جمع خائن أصلها خونة قلبت الواو ألفا (إن كتموا النصيحة) في أمر الدين والدنيا وهي الرشاد إلى ما هو خير وصلاح فيهما.
(إن رأوا تائها ضالا لا يهدونه) هداية التائه المتحير في أمره والهالك الواقع في بلية ومصيبة والضال الخارج عن طريق الحق أو الواقف بين الحق والباطل واجبة على العالم مع الإمكان وهي من الأمانات التي تركها خيانة (أو ميتا لا يحيونه) المراد بالميت من لم يستكمل نفسه بالكمالات العقلية من العلوم والأخلاق والآداب الشرعية ولم يعمل بها ولم يزهد في الدنيا وزهراتها المضلة الفانية (فبئس ما يصنعون) الذم للعلماء بالخيانة وترك النصيحة أو للجهال أيضا بإيذائهم وعدم إجابتهم لأن الله تعالى كما أخذ على العلماء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كذلك أخذ على الجهال القبول والإجابة وأخذ على الجميع المعاونة على البر والتقوى وعدم المعاونة على الإثم والعدوان.
(فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد) أي في جهد ومشقة من أذاهم وتعنيفهم وعيبهم وعدم إجابتهم وفي جهاد معهم ظاهرا وباطنا من الأقوال الناصحة لهم والكلمات الوافية والأفكار الصحيحة في تطويعهم إلى الحق وصرف قلوبهم من الباطل، ثم أشار إلى الجهد والجهاد بقوله (إن وعظت قالوا: طبعت) أي دنست وخبثت ووسخت لزعمهم أن هذا الوعظ باطل دنس، وفي بعض النسخ «طغت» من الطغيان وهو الخروج عن الحق وضمير التأنيث للعلماء باعتبار الجماعة (وإن علموا الحق الذي تركوا قالوا خالفت) الحق لزعمهم أن باطلهم حق (وإن اعتزلوهم قالوا فارقت) أهل السنة والجماعة (وإن قالوا هاتوا برهانكم على ما تحدثون) من الأقاويل حتى نتبعكم إن كنتم صادقين (قالوا: نافقت) أي ماتت وهلكت لزعمهم أن مطلوبهم من ضروريات الدين حتى أن طالب البرهان عليه هالك أو فعلت فعل المنافق لإظهار الإسلام وإبطان الكفر بإنكار مطلوبهم فهو على الأول من النفوق وهو الموت وعلى الثاني من النفاق وهو فعل المنافق (وإن أطاعوهم قالوا) على سبيل الإلزام (عصيت الله عز وجل) فقد أشار (عليه السلام) إلى أن أحوال الجهال منقلبة متفرقة لا يقدر العالم على حسن السلوك معهم بوجه ذلك (فهلك جهال) التنكير للتحقير (فيما لا يعلمون) من فساد عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم وأطوارهم فهم جهال بجهلهم وهو الجهل المركب المهلك (أميون) منسوبون إلى الأم (فيما يتلون) من الكتاب ولا يفهمون معناه كالمتولد من الأم الذي هو في مرتبة العقل الهيولاني (يصدقون بالكتاب عند التعريف ويكذبون به عند التحريف) أي تحريف معانيه وصرفها إلى غير المقصود منه كما هو
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481