شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٧٩
ما ابتدعوه خلفاء بني أمية وبني عباس وعلمائهم الأربعة ومن تبعهم إلى قيام القائم (عليه السلام) (فالأمة) التابعون (يصدرون عن أمر الناس) مع كدورة مشربهم بعد أمر الله تبارك وتعالى بولاية وليه أمير المؤمنين (عليه السلام) (وعليه يردون أمره) ويأخذون أمر الناس والظاهر أن الواو للحال عن فاعل يصدرون ثم أشار إلى الذم العام للجميع بقوله (بئس للظالمين) التي اختاروها لأنفسهم بنصب الجاهل (بعد ولاية الله) التي اختارها لهم وهي ولاية أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين الذين هم أساس الدين وعماد اليقين ولهم خصايص الولاية كلها (وثواب الناس) أي أجرهم وأخذ ما في أيديهم من متاع الدنيا (بعد ثواب الله) الباقي الدائم من غير نقص ولا انقطاع (ورضا الناس بعد رضا الله) الذي لا يحصل إلا بقبول أمره ونهيه وطاعته (فأصبحت الأمة لذلك) المراد بالأمة الأمة الضالة المضلة والتابعون لهم وأصبح بمعنى صاروا (لذلك) أو «كذلك» كما في بعض النسخ خبره وذلك إشارة إلى نبذهم الكتاب وتحريفهم حدوده وغيرهما من صفاتهم الذميمة المذكورة (وفيهم المجتهدون) في العبادة مثل الصلاة والحج والصوم والجهاد ونحوها وإنما سماها عبادة للصورة الظاهرة أو لكونها عبادة عندهم وإلا فبينها وبين العبادة المطلوبة له تعالى بون بعيد وفيه تنبيه على أن عبادتهم واجتهادهم فيها لا ينفعهم كعبادة اليهود والنصارى غيرهما من أصحاب الملل الباطلة (على تلك الضلالة) المبنية على الجهالة ولما كان هنا مظنة أن يقال: ما سبب اجتهادهم في العمل مع فساد عقيدتهم؟ أجاب عنه بقوله (معجبون) بعملهم بتزيين الشيطان له ليزداد حسرتهم يوم القيامة حين يرونه هباء منثورا (مفتونون) لافتتان الشيطان لهم وإضلال بعضهم بعضا بالحث عليه والميل إليه (فعبادتهم فتنة لهم) أي محنة وبلية ابتلوا بها مع مشقة شديدة أو سبب لزيادة ميلهم عن الحق إلى الباطل من فتن المال الناس من باب ضرب فتونا استمالهم إلى مفاسده ولمن اقتدى بهم كما هو شأن خلفهم من متابعة سلفهم تقليدا لأعمالهم الفاسدة وعقائدهم الباطلة من غير نظر إلى أن أمثالهم الماضين وشيوخهم العاصين كانوا في ضلال مبين فصارت عبادة المتبوع فتنة وبلية للتابع أيضا (وقد كان في الرسل.. الخ) فيه حث بليغ لأرباب الذنوب على الاستغفار والتوبة والاعتراف بالتقصير وتحذير شديد لأصحاب المعاصي في العقائد والأعمال من غير بنائهما على علم ويقين فإن من تصور ما جرى على آدم ويونس عليهما السلام بالزلة الواحدة والمعصية الصغيرة التي هي خلاف الأولى بالنسبة إلى الأنبياء عليهم السلام يكون على وجل شديد من المعاصي العظيمة خصوصا إذا تعاقبت وتكاثرت ويحكم بأنها سبب تام للمنع من دخول الجنة فكيف يطمع دخولها مع بقائه على تلك المعاصي وعدم تداركه بالتوبة والاستغفار والاعتراف.
(فاعرف أشباه الأحبار والرهبان) نفى عنهم الحبر والترهب أعني العلم والتعبد والتزهد لعدم اتصافهم بهما وإنما الموجود فيهم هو صورتهم المحسوسة وزيهم وهيئتهم المقتضية لتشبيههم
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481