هاشم بمكرمة العرب والعجم) أي بشرفهم ومفاخرهم ومناقبهم إذ دانت لأسيافهم وانقادت لهم بالقهر والغلبة والسلطنة (فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ليس ذلك إلي) حتى اجعل لسائر قريش فيه نصيبا (ذلك إلى الله تعالى) يختار من يشاء وله الخيرة (فقال يا محمد قلبي ما يتابعني بالتوبة) لكون قلبه الكثيف مشغولا باللذات الدنيوية فارغا عن الله ورسوله وللأمور الأخروية بل مكذبا كما مر (ولكن أرحل عنك) اختار هذا الشق لما رأى أن في ملازمة صاحب الدولة القاهرة مذلة له.
(فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة) وخرج عن محل الأمن (أتته جندلة) من السماء (فرضحت هامته) الجندلة الحجارة والرضح بالحاء المهملة والمعجمة الشدخ والدق والكسر وفعله كمنع والهامة بالتشديد الرأس ومقدمه (ثم أتى الوحي إلى النبي (صلى الله عليه وآله)) أريد بالوحي هنا جبرئيل عليه السلام فقال (سأل سائل بعذاب) أي دعا داع به يعني استدعاء بقوله: اللهم إن كان هذا هو الحق، ولذلك عدي الفعل بالباء (واقع للكافرين) وصفان لعذاب أو الثاني صلة لواقع (ليس له دافع من الله) أي يرده من جهته تعالى لحتمه وتعلق إرادته (ذي المعارج) يعرج فيها العارفون أو الملائكة المقربون.
واعلم أن المصنف روى في باب نكت من التنزيل بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) للكافرين بولاية علي ليس له دافع ثم قال (عليه السلام) (هكذا والله نزل بها جبرئيل) وعلى هذا [فإن صحت الرواية] فالظاهر أنه سقط هنا قوله: بولاية علي عليه السلام من قلم الناسخ (1) وأن قوله (عليه السلام) هكذا في قوله «قال: قلت له: جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل اه» إشارة إلى هذا الساقط. وقال الفاضل الأمين الأسترآبادي: إشارة إلى قوله: «ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل» فليتأمل.
* الأصل:
19 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان عن محمد ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) قال: ذلك والله حين قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير».
* الشرح:
(عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) قال: