شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٧٨
من العلوم المندرجة فيه التي بها يتم نظام الخلق في الدنيا والآخرة وأعظمها العلم بالولاية (وولاهم عدوهم حين تولوه) أي جعل واليهم عدوهم الديني الذي يتبرؤون منه في الآخرة ويلعنونه لإضلاله إياهم حين تولوا ذلك العدو وأحبوه أو حين تولوا الكتاب وأدبروا عنه وأعرضوا عن علمه فإن التولي يجيء لكلا المعنيين. والمراد بجعله واليا لهم التخلية بينهم وبين أنفسهم الأمارة حتى يجعلوه واليا (وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه) وكلماته وإعرابه وصححوها وحفظوها عن التصحيف والتحريف (وحرفوا حدوده) وأحكامه وجعلوا حلاله حراما وحرامه حلالا وولاية الحق مردودة وولاية الباطل مقبولة (فهم يروونه) بضبط حروفه ومبانيه.
(ولا يرعونه) بحفظ حدوده ومعانيه مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا بل هو أقبح حالا من الحمار لأن الحمار لا يحرف ما حمله وهم يحرفون (والجهال يعجبهم حفظهم للرواية) لظنهم أنه العلم (ولا يحزنهم تركهم للرعاية) لأنهم غافلون وسيورثهم حسرة يوم القيامة وهم نادمون والمراد بالجهال هم النابذون وإنما وضع الظاهر موضع الضمير للتصريح بأنهم الجاهلون (والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية) على ما ينبغي فكم من فرق بين الجاهل والعالم؟! حيث أن الجاهل مع كمال جهله ونقصه في العلم والعمل يعجبه ما ليس يعلم ولا عمل في الحقيقة والعالم مع كمال علمه وعمله وروايته ودرايته ورعايته محزون خوفا من التقصير فيها (وكان من نبذهم الكتاب أن ولوا الذين لا يعلمون) معالم الدين أو ليس لهم حقيقة العلم وأعرضوا عن الذين يعلمون ورفضوا قوله تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وغيره من الآيات الدالة على وجوب متابعة أهل العلم وفي بعض النسخ «ولوه» بالضمير وهو عايد إلى الكتاب أو الدين أو أمر الخلافة (فأوردوهم الهوى) النفساني وهو الباطل من العقايد والأعمال وأصله ميل النفس إلى مقتضاها من المشتهيات الموجبة للخروج عن الحدود الشرعية (وأصدروهم إلى الردى) وهو الهلاك في الآخرة والاصدار الارجاع من الصدر وهو الرجوع (وغيروا عرى الدين) التي هي أركانه وأحكامه وقوانينه المشبهة بالعروة في أن المتمسك بها متمسك بالدين وحامل له، ثم أشار إلى أنهم لم يختصوا الإيراد إلى الهوى والإصدار إلى الردى وتغيير العرى مختصا بأنفسهم بل جعلوه من القوانين، وأدرجوا في الدين وورثوه من بعدهم من المفسدين بقوله (ثم ورثوه في السفه والصبا) في للتأكيد كما في قوله تعالى: (اركبوا فيها بسم الله مجريها) أو متعلق بالتوريث بتضمين معنى الجعل أو الوضع.
والسفه محركة الجهل والخشونة والطيش وخفة العمل وضد الحلم والصبا بالكسر من الصبوة وهي الميل إلى الجهل وفتوة الجهلة وفعله من باب نصر وبالفتح اللعب مع الصبيان وفعله من باب علم وهذا الذي ذكره عليه السلام ظاهر لمن نظر في أحوالهم وأحوال خلفائهم فإنهم أورثوا جميع
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481