شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٩٠
محمد (صلى الله عليه وآله) حتى نعبدهما ونترك آلهتنا، وقرئ بإثبات همزة الاستفهام أيضا ولعل غرضهم منه هو التقرير بأن آلهتهم خير وفيه دلالة على أنهم كانوا باقين على الشرك (ما ضربوه) أي هذا القول (لك إلا جدلا) أي لأجل الخصومة والمنازعة بمقتضى الحسد والحمية الجاهلية مع علمهم بأنه باطل (بل هم قوم خصمون) في أعلى درجات الشدة والقوة على الخصومة (ان هو إلا عبد أنعمنا عليه) بالنبوة والرسالة والكرامة (وجعلناه مثلا) فيما ذكر أو أمرا عجيبا غريبا كالمثل السائر (لبني إسرائيل) وأمرناهم بمتاعبته فلا يبعد أن نجل عليا مثله في الفضل والكرامة (ولو نشاء لجعلنا) بدلا (منكم - يعني من بني هاشم - ملائكة في الأرض يخلفون) أي يخلفونكم في الأرض وإذا قدرنا على ذلك فكيف لا نقدر على أن نجعل واحدا من البشر في الفضل والكمال بحيث يستحق خلافتكم وبذلك أبطل إنكارهم لفضله عليه السلام.
(قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري) المنسوب إلى الفهر وهو بالكسر قبيلة من قريش فقال (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) نسب عليه السلام هذا القول إلى الحارث وحده لأنه القائل به حقيقة ونسب جل شأنه إليه وإلى شركائه في التهكم والتكذيب والإصرار على الإنكار حيث قال (وإذ قالوا اللهم) باعتبار رضائهم بصدور الفعل عنه والراضي بالفعل فاعل مجازا ولفظ هذا إشارة إلى ما ذكر من فضل علي عليه السلام الدال على تقدمه على الغير واستحقاقه للخلافة ولذلك قال على سبيل البيان والتوبيخ: (إن بني هاشم يتوارثون بعضهم بعضا هرقلا بعد هرقل) أي توارث هرقل بعد هرقل حذف المفعول المطلق وأقيم المضاف إليه مقامه وأعرب بإعرابه.
وفي القاموس: هرقل كسبحل وزبرج ملك الروم أول من ضرب الدينار وأول من أخذ البيعة (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) غيرها عقوبة على إنكاره وقال ذلك لكونه جازما بكذب النبي (صلى الله عليه وآله) ولو كان شاكا لما اجترأ عليه (فأنزل الله تعالى عليه مقالة الحارث) فقال (وإذ قالوا اللهم..) الآية (ونزلت هذه الآية وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) بيان لما كان الموجب لإمهالهم والتأخير في إجابة دعائهم على أنفسهم واللام لتأكيد النفي والدلالة على أن تعذيبهم بالاستيصال والنبي فيهم خارج عن رعايته غير جار في قضائه ومن بركته رفعت العقوبات الدنيوية الفظيعة مثل المسخ وغيره عن هذه الأمة (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) أي وفيهم المستغفرون من المؤمنين أو على فرض استغفارهم يعني لو استغفروا لم يعذبوا لقوله تعالى (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) كذا فسره بعض المفسرين (ثم قال له: يا عمروا إما تبت وإما رحلت) لعله كان قد يسمى باسم أبيه أيضا وفي بعض النسخ يا أبا عمرو وقراءة با عمرو بالباء الموحدة وحذف حرف النداء محتملة أيضا (فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش) أراد نفسه الخبيثة أو الأعم (شيئا مما في يديك) من الملك والخلافة أو العز والكرامة (فقد ذهبت بنو
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481