شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٦٥
للكتب الإلهية ظهور معلومة وبطون مكنونة وأسرار مصونة ولوازم مستورة وأحكام معينة تعلم بتعليم رباني وتأويل إلهي وبتمام تنزيله تنزيل كل ما يحتاج إليه الأمة من أمر الدنيا والدين.
(يا موسى انظر إلى الأرض فإنها عن قريب قبرك) أمر بذكر الموت والرجوع إلى القبر وحيدا غريبا فإن ذلك يبعث على ترك الدنيا والعمل للآخرة (وارفع عينيك إلى السماء فإن فوقك فيها ملكا عظيما) لعل المراد به ملكوت السماوات وهو الذي أراه خليله عليه السلام ليكون من الموقنين أو الجنة وهي موجودة الآن في السماء عند جماعة منهم المحقق الطوسي وقالت طائفة إنما توجد في القيامة وللطرفين كلام مذكور في موضعه، ويحتمل أن يكون ملكا بالتحريك، والغرض منه هو الحث على العبادة أو إظهار عظمته تعالى.
(وابك على نفسك ما دمت في الدنيا) لأنها جوهر عزيز شريف نزل من عند رب جليل لطيف إلى مقام الوحشة ودار الغربة ومنزل الكربة فصار مسجونا في سجن الطبيعة ومغلولا بغل السجية بعد كونه في مقام العز رفيعا وعالم القدس منيعا فاستحق ما دام في الدنيا البكاء على حاله والصراخ على ذله ونكاله إلى أن يتخلص منها ويرجع إلى مقامه الأصلي ومنزله الأولي (وتخوف العطب من المهالك) (1) لأن الإنسان ما دام في الدنيا التي هي دار البلية والامتحان وإن كان في غاية التقوى ونهاية الكمال ليس بآمن من انقلاب الحال وانعكاس المآل واتباع أهواء النفس ومخاطرات الشيطان وسلوك مسالكهما ولذلك اجتهد العقلاء والصلحاء في طلب حسن العاقبة (ولا تغرنك زينة الدنيا وزهرتها) الدنيا بزينتها وزهرتها تغر الناس وتخدعهم وتجذبهم إليها والعاقل لا يغتر منها لعلمه بمفاسدها وإغفالها عن الحق وعدم بقائها وسرعة انتقالها منه إلى غيره (ولا ترض بالظلم) الرضا بالظلم مثله في العقوبة ومن علاماته الاستبشار به والمدح له وعدم إنكاره مع القدرة عليه ومصاحبة الظالم وإعانته (ولا تكن ظالما فإني للظالم رصيد) أي مترقب منتظر لآخذه بغتة من رصد السبع يرصد فهو رصيد إذا رقب الوثوب على صيده (حتى أديل منه المظلوم) في القاموس: أدالنا الله من أعدائنا من الدولة والإدالة الغلبة وهو سبحانه يجعل الدولة والغلبة للمظلوم على الظالم في الدنيا أو يوم القيامة.
(يا موسى إن الحسنة عشرة أضعاف) قد من على هذه الأمة أيضا بقوله: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) وفيه تبشير للمحسن وترغيب له في فعل الحسنة لأنه إذا علم أنه للواحدة عشرة يسعى لها كالتاجر (ومن السيئة الواحدة الهلاك) فيه وعيد للمسيء وتنفير له عن السيئة مطلقا لأن النفس تتنفر من المهلكات (لا تشرك بي) شيئا جليا وخفيا لا تحل لك أن تشرك بي لأن الشرك

1 - كذا.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481