شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢٠
ملكه.
(فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك) من الإصابة ومقتضاها (فإني لم أخصك بهذا) أي بزوال الملك من إصابة الدماء (وإنما هو حديث رويته) عن آبائي وفيه تبعيد لنفسه عن العلم بالغيب خوفا منه (لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك) أي أمر الخلافة أو إصابة الدماء ويجري فيه حكم الله تعالى بالتغير والزوال (قد دخلني من ذلك شك) في التوحيد وعدله أو في الولاية لوسوسة الخبيث بأن إعطاء الفاسق الدني اللئيم ومنع العادل الشريف الكريم جور في القسمة أو بأن المذلة تنافي الولاية كل ذلك لعدم علمه بالحكمة (حتى خفت على ديني) بالارتداد والزوال (وعلى نفسي) بالعقوبة والنكال ولما كان منشأ شكه تخيل الجور في القسمة أو تخيل الذل عليه السلام أشار إلى دفعه بقوله (لو رأيت من كان حولي الخ) وبين أن ما أعطاه خير مما أعطى المنصور لأن جنود الملائكة أشرف وأكرم من جنود شيطان الأنس وبذلك ظهر عزه واحتقار المنصور (فقال الآن سكن قلبي) بزوال الاضطراب وذهاب الوسوسة عنه.
(فقال: إلى متى هؤلاء يملكون؟ أو متى الراحة منهم؟) لعل الترديد من الراوي مع احتمال الجمع بأن يكون الأول سؤالا عن مدة ملكهم والثاني عن نهايته أو عن بداية ظهور الصاحب عليه السلام (فقلت: أليس تعلم أن لكل شيء) من الأمور الممكنة (مدة قال بلى) الاستفهام لتقرير المنفي ولذلك أجاب به (فقلت هل ينفعك علمك) الظاهر أن الاستفهام للإنكار لأن العلم بأن للجور مدة وللراحة مدة والعلم بنهاية الأولى وبداية الثانية لا ينفع في رفع الجور وحصول الراحة قبلهما بالفعل وأما بعدهما فترتفع الجور وتحصل الراحة سواء علم أم لم يعلم فلا نفع للعلم بهما فلا فائدة في السؤال عنهما، ثم رغب في انتظار الفرج والتوقع في حصوله على سبيل الاستيناف بقوله: (إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين) لأنه تعالى إذا أراد شيئا يجيىء ذلك الشيء بلا تخلف ولا مهلة، والمراد بهذا الأمر إما زوال مدة ملكهم أو الراحة بظهور القائم عليه السلام ثم صرف الكلام إلى ذم الطاغي وأصحابه لتنفير المخاطب عما رآه من حسن ظاهرهم بقوله (إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي كنت لهم أشد بغضا) لأن كل مالهم مما يدل على حسن ظواهرهم عند القاصرين فهي سموم قاتلة وحيات مهلكة وصور موحشة عند الصالحين ولما كان من المقرر أن كل شخص مجتهد في إضرار عدوه وراض بلحوق الإثم والعقوبة به حمل عليه السلام المخاطب على الرضا بما هم عليه من حيث أنهم أعداء له بقوله (ولو جهدت وجهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد مما هم فيه من الإثم لم يقدروا) لأن ما دخلوا فيه إثم وكفر يوجب الخلود في النار وعقوبة الأبد في دار البوار وكل ما سواه من العقوبة التي يوصله العدو إلى عدوه فإنما هي عقوبة دنيوية وهي سهل بالنسبة إلى العقوبة الاخروية. ثم نفر المخاطب
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481