فمن أقر بها فهو مؤمن ومن أنكرها فهو كافر (صرتم عند أهل هذا العالم) ما داموا فيه (شرار الناس) باعتبار أنكم تبعتم وصي نبيكم وتركتم عبادة العجل.
(وأنتم والله في الجنة تحبرون) الحبر بالكسر والفتح النعمة وسعة العيش، وحسن الهيئة والسرور يقال: أحبره إذا أسره أي والله أنتم مسرورون في الجنة بكثرة النعمة وسعة العيش وطيبه ولذته وحسن الجمال ونضارة الوجه ورضوان الحق (وفي النار تطلبون) يطلبكم أعداؤكم ولا يجدونكم وهذا أيضا عذاب آخر عليهم (قال يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة ولا يذكر أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا.. الخ) الحصر حقيقي لما ثبت من أحاديث أهل البيت عليهم السلام من أنه لا يدخل الجنة إلا شيعتهم ومن أقر بولايتهم من الأولين والآخرين ولا يدخل النار إلا من أنكرهم، وأيضا ثبت من طرق العامة والخاصة أن عليا عليه السلام قسيم النار والجنة وفي النهاية الأثيرية في حديث علي عليه السلام «أنا قسيم النار» أراد أن الناس فريقان فريق معي فهم على هدى وفريق علي فهم على ضلال فنصف معي في الجنة ونصف علي في النار وقسيم فعيل بمعنى فاعل كالجليس والسمير قيل أراد بهم الخوارج وقيل كل من قاتله انتهى، وفي الفايق يعني أنا قاسمها فإن الناس في حقه على قسمين مهتدون وضالون فكأنه قاسم للنار فشطر لها من الضالين وشطر له من المهتدين (قال يا أبا محمد ليس على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء) المراد بملة إبراهيم أصول شرايعه المشتركة كالتوحيد وأسراره وغير ذلك مما لا يطرأ عليه النسخ وهذه الفائدة مثل السوابق راجعة إلينا إلا أنها أرفعها وأسناها وأجلها وأعلاها لكونها غاية الكمالات البشرية المقتضية لسكون العبد تحت الهوية الإلهية وفتور اضطراب قلبه فلذلك لما بلغ الكلام إلى هذا المقام (قال: حسبي) لأنه ليس للعبد مطلب سواه ولا للمشتاق مقصد عداه.