شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٢١
عن الميل إلى مثل ما هم فيه بقوله (فلا يستفزنك الشيطان) أي فلا يستخفنك شيطان الجن والإنس من مقامك في الإيمان ولا يخرجنك مما أنت فيه من الدين والإيقان بالوسوسة وتزيين أمر مقتضي للخسران وفي بعض النسخ «فلا يغرنك» ثم أشار إلى أن ما عده جملة الناس عزة بكثرة الأموال والأنصار فهو أمر اعتباري لا حقيقة له وإن العزة الحقيقية الثابتة الباقية هي أمر آخر بقوله (فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) يعني أن العزة والغلبة لله تعالى لكونه مبدأ لجميع الممكنات المحتاجين إليه في جميع الجهات ولمن تقرب إليه بالوسايل المشروعة على تفاوت الدرجات وأما المنافقون والجاهلون فلشدة قساوتهم وقوة جهالتهم ظنوا أن العزة هي حصول أسباب الدنيا ولذلك كل من كانت الدنيا عنده أوفر وأكثر كان عندهم أعز وأغر، ثم حثه على أمرين أحدهما أصل من أصول الإيمان والآخر موجب للثبات عليه بقوله (ألا تعلم أن من انتظر أمرنا) وهو الخلافة الظاهرة القاهرة في عهد الإمام المنتظر عليه السلام (وصبر على ما يرى من الأذى والخوف) من أعدائنا الطالبين لدمائنا (هو غدا في زمرتنا) الزمرة بالضم الفوج والجماعة ثم أشار إلى بعض علامات ظهور الصاحب عليه السلام بقوله (فإذا مات الحق وذهب أهله) المراد بالحق القوانين الشرعية وبموته اندراسه ونقصه وبذهاب أهله وهو العالم به أو كونه غير ملتفت إليه (ورأيت الجور قد شمل البلاد) منشأه طغيان القوة الشهوية في جلب المنافع الدنيوية وإعانة القوة الغضبية لها في تحصيلها ودفع الموانع منها ولو بالضرب والشتم والقتل ونحوها مع ضعف القوة العقلية وعجزها عن مقاومتهما لفقدها ملكة العلم والحكمة الزاجرة عن القبايح (ورأيت القرآن قد خلق) خلق الثوب ككرم ونصر وسمع بلى، وهو كناية عن هجره وترك تلاوته والعمل بأحكامه (وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء) من غير نص صريح أو مستند صحيح كما فعله المبتدعة في مجمله ومتشابهه وغيرهما.
(ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الإناء) أي بقي اسمه وضاع ما فيه من الأحكام وغيرها تقول كفأت الإناء أو أكفأته إذا كببته وقلبته لتفرغ ما فيه فانكفأ وفيه تشبيه للمعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح (ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق) لعل المراد بأهل الباطل الحكام الجائرون وبأهل الحق العلماء الراسخون وبالاستعلاء جريان أحكامهم عليهم أو عدم الطاعة لهم (ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه) إما لعدم الناهي واللائم لشمول الجهل للكل أو لوجوده مع ترك النهي واللوم لعدم اعتنائه بالدين ومخالفة رب العالمين.
وكل ذلك دليل واضح على ضعف الدين وتعاونهم على عدمه (ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء) كناية عن اللواط والمساحقة، والفسق بالكسر الترك لأمر الله والعصيان والخروج عن طريق الحق أو الفجور وهو الزنا ونحوه والأخير أنسب لأن الظاهر أن
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481