شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣١٣
(قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم)) لما ذكر الله تعالى أهل الكتاب والمنافقين وذمهم ونصحهم قال (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم)، فأولئك إشارة إليهم ووعد لهم بمرافقة الأخيار في دار القرار بشرط الطاعة (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) ترغيب إلى تحصيل ما يوجب رفاقتهم، ورفيقا نصب على التمييز أو الحال قيل: ولم يجمع لأنه يصدق على الواحد والجمع أو لأنه أريد وحسن كل واحد منهم رفيقا (فرسول الله صلى الله عليه وآله في الآية النبيون) الجمع للتعظيم أو لأن المصدق به مصدق بالجميع (ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء) لصدق جميع أقوالهم وعقائدهم ووفائهم بجميع العهود وكونهم شهداء في بلاده على عباده أو كونهم شهداء بيد الأعداء (وأنتم الصالحون) فتسموا بالصلاح (كما سماكم الله عز وجل) ترغيب في الصلاح والاجتهاد في العمل والورع والتقوى قسم الله عز وجل العارفين بثلاثة أقسام لأن العارف إما صاحب الوحي وهو الأول أو وصيه وهو الثاني أو التابع لهما وهو الثالث ورغب غير العارف في الطاعة في صدر الآية طلبا لمرافقة هؤلاء الأخيار (إذ حكى عن عدوكم في النار) حال عن العدو بقوله (وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا) في الدنيا (نعدهم من الأخيار) عدوهم منها لزعمهم أن دينهم الباطل حق وأن دين الحق وهو دين هؤلاء الرجال باطل فاسترذلوهم وسخروا بهم وكذلك كان حال الكفرة بالنسبة إلى أهل الإيمان في قديم الأيام أيضا (اتخذناهم سخريا) بكسر الهمزة صفة ثانية لرجال وأما بفتحها كما في بعض القراءة على الاستفهام فهو توبيخ وإنكار لأنفسهم في سخرية هؤلاء بالرجال واسترذالهم، والسخرى بالضم والكسر والسخرية اسم من سخر منه وبه إذا هزأه واسترذله وأهانه (أم زاغت عنهم الأبصار) أي مالت عنهم فلا تراهم و «أم» معادلة لما لا ترى أي عدم رؤيتهم في جهنم إما لغيبتهم وعدم دخولهم فيها أو لزيغ الأبصار عنهم، ولعل صدور هذا القول منهم إما لتأسفهم أو لكمال دهشتهم من شدة عقوبتهم وإلا فقد علموا أن سبب دخولهم في النار ترك دين هؤلاء الرجال وفيه دلالة على أن أهل جهنم يرون كل من دخل فيها.
(والله ما عني ولا أراد بهذا غيركم) أي ما عني الله عز وجل ولا أراد بهذا القول أو بقوله:
(رجالا) غيركم وفي بعض النسخ «ما عنى الله» وفيه دلالة على أن الشيعة لا تدخل النار، ويدل على ذلك أيضا ما روي عن أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام من قولهم «إنما الأئمة قوام الله على خلقه عرفاؤه على عباده لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه» ويظهر منه أن المقر بالأئمة لا يدخل النار والمنكر لهم لا يدخل الجنة، وسر ذلك أن معرفة ولايتهم وحقيقة إمامتهم أعظم ركن من أركان الدين وأفخم أصل من أصول الإيمان
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481