شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٣
الرسول (صلى الله عليه وآله) (لتبهجت بكم السبل) سبل الإسلام وهي أركانه وقوانينه وسبب تبهجها وسرورها ومباهاتها بهم حينئذ أنها صارت منصورة مروجة عزيزة لكثرة أعوانها وأنصارها وفيه استعارة مكنية وتخييلية (وبدت لكم الأعلام) الداعية إلى الله وإلى خلقه وهي القوانين الشرعية القائدة إليه وهذه الأعلام بأيدي الدعاة إليه وهم الرسول ومن بعده من أهل بيته والتابعين لهم بإحسان (وأضاء لكم الإسلام) لكشف الحجاب عنه بإيضاح إمام عالم عادل وهو هو (عليه السلام) (وأكلتم رغدا) في القاموس:
عيشة رغد أو رغدا واسعة طيبة والفعل كمنع وكرم وقوم رغد ونساء رغد محركتين فقوله: رغدا، إما تمييز أو حال والمفعول مقدر أو الفعل بمنزلة اللازم لأن المقصود بيان كيفية الأكل لا بيان المأكول وهذا الأمر - وهو سعة الرزق وطيب العيش ونزول البركة في عصر الإمام العادل ونشر العدل بين الخلق - أمر تشهد له الآية والرواية والتجربة واتفقت عليه أرباب السير.
(وما عال فيكم عايل) العايل الفقير عال يعيل عيلة إذا افتقر وذلك لنزول البركة وشمول الرحمة ولأن الإمام العادل يقسم بيت المال والحقوق المالية الواجبة والمندوبة بينهم على السوية ويعطي كل واحد ما يحتاج إليه ولا يصنع ما صنع الخلفاء الثلاثة من إعطاء الفاسق والكافر والغني ومنع المؤمن والفقير وقد نقلوا أن عثمان أعطى الحكم بن العاص طريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أموالا خارجة عن الحساب وكان فقراء المدينة وغيرهم محتاجين إلى قوت ليلة (ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد) فإن الإمام العادل يأخذ للمظلوم من الظالم على ما تقتضيه القوانين النبوية فيكف الظالم نفسه عن الظلم خوفا منه، وبالجملة الكف عن الظلم إما للخوف من الله ومن العقوبة الاخروية أو للخوف من السلطان، وأكثر الخلق بعيد من الأول فلابد من سلطان يخافون من سطوته والسلطان إن كان جائرا كثيرا ما يغمض عن الأخذ إما للرشوة أو لرعاية القرابة أو لغير ذلك فيشتغل الظالم بظلمه للأمن منه كما هو المعروف الآن وإن كان عالما بالقوانين الشرعية، والسياسة النبوية وعادلا يعدل بينهم ولا يترك حق أحد حصل لهم الخوف منه فيكفون عن الظلم، وطريق العدل مع المعاهد وهو رفع الظلم في النفس والمال عنه لعهده وعدم التقريب والمحبة له لكفره، إذ في عدم الأول نقض للعهد وفي وجود الثاني نقص في الدين.
(ولكن سلكتم سبيل الظلام) بمتابعة الإمام الظالم الجاهل وترك متابعة الإمام العالم العادل والمراد بالظلام الجهالات والوجه عدم اهتداء السالك فيها إلى المقصود (فاظلمت عليكم الدنيا برحبها) أي بسعتها لأفول نور الإيمان والعدل في آفاقها ودخول ظلمة الكفر والجور في أطرافها فصرتم متحيرين فيها كتحيركم في الجاهلية الأولى (وسدت عليكم أبواب العلم) كناية عن خفاء العلم عليهم لأن ظهوره إنما هو بالتعلم من العالم الرباني والسؤال عنه وهم قد عزلوه عن التعليم وأعرضوا عنه (فقلتم بأهوائكم) هذا من لوازم الجهل مع الاستنكاف عن ظهوره، وهكذا حال
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481