شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠١
العقول العشرة وأن لها نصيبا في خلق عالم الروحانيات والجسمانيات ويحتمل أن يكون المخابرة من الخبر وهو العلم وهي أن يعطي كل واحد منهما الآخر ما عنده من العلم ليتحقق كمال الفعل بانضمام العلمين (ولا يسأل أحدا عن شيء من خلقه أراد) ليخبره بصلاحه وفساده وخيره وشره ويفتح عليه أبواب علمه وحكمته لأن السائل جاهل والله سبحانه عالم بجميع الأشياء لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء (لا تدركه الأبصار) أي أحداق العيون (وهو يدرك الأبصار) أي يحيط علمه بها وبمدركاتها.
ولهذه الآية تفسير آخر أدق وأحسن وهو ما رواه المصنف في باب الرؤية من الأصول بإسناده عن أبي هاشم الجعفري عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال سألت عن الله هل يوصف؟ فقال: «أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: أما تقرأ قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) قلت: بلى، قال: فتعرفون الأبصار؟ قلت: بلى، قال: ما هي؟ قلت: أبصار العيون، فقال: إن أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام». وفيه روايات أخر دالة على أن المراد منها أنه لا تدركه القلوب المجردة والعقول المقدسة ويلزم منه أن لا يدركه البصر أيضا لأن كل ما يدركه البصر يدركه العقل دون العكس ونفي العام يستلزم نفي الخاص وبالجملة في الآية دلالة على نفي إدراكه مطلقا وهذا أولى من نفي ادراكه بالعين.
(وهو اللطيف الخبير) أي العالم بلطائف الأمور وخفياتها والخبير بحقايقها وحقايق ظواهرها وبواطنها، ويمكن أن يكون من باب النشر المرتب أي وهو اللطيف فلا تدركه الأبصار وهو الخبير فهو يدرك الأبصار (أرسله بالهدى) أي بسبب هداية الخلق أو متلبسا بها أو بالقرآن أو بساير المعجزات (ودين الحق) الذي يوصل إليه وهو دين الإسلام أو الولاية لعلي عليه السلام وقد فسره بها أبو الحسن الماضي عليه السلام كما مر في باب النكت من كتاب الأصول (ليظهره على الدين كله) أي ليغلبه على الأديان كلها عند قيام القائم عليه السلام كما صرح به أيضا في الباب المذكور (ولو كره المشركون) إظهاره وغلبته على الأديان (فبلغ الرسالة) كما أمر به وذكره في معرض المدح لكونها أمانة عظم قدرها وقدر تبليغها (وأنهج الدلالة صلى الله عليه وآله) أي أوضح الدلالة على جميع ما يحتاج إليه الخلق من أمر المبدأ والمعاد والمعاش وغيرها وأعظم ما يحتاجون إليه معرفة الإمام بعده كيلا يضلوا.
(أيها الأمة التي خدعت) من النفس الأمارة وهواجسها ومن مردة الجن والإنس ووساوسها (فانخدعت) لاستعداد طبعها للقبول وميل نفسها إلى الفضول (وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت) فيه مبالغة في ذمهم لأن الإصرار على الانخداع مع معرفة الخدعة والخادع من كمال الشقاوة (واتبعت أهواءها) أي دواعي نفوسها إلى الشهوات الخارجة عن
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481