شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٤
الجاهل المستنكف فإنه إذا سئل عن أمر مبهم أو ورد عليه أمر مشكل أوضحه بأهوائه الفاسدة وبينه بآرائه الكاسدة لئلا يقولوا: إنه جاهل (واختلفتم في دينكم) الذي اخترعتموه بالأهواء إذ الأهواء مستلزمة إلى الاختلاف قطعا لتفاوت الأشخاص فيها (فأفتيتم في دين الله بغير علم) مأخوذ من صاحب الوحي أو ممن أخذ منه فحصل بذلك دينكم المخترع (واتبعتم الغواة فأغوتكم) عن دين الله وأضلتكم عن سبيله، والذي ذكره (عليه السلام) معلوم لمن نظر في أصولهم وفروعهم فإنه يجد أكثرها مخالفة للكتاب والسنة وجهل الخلفاء أمر معروف ورجوعهم عن الخطأ في بعض الموارد إلى قوله (عليه السلام) مشهور حتى قال عمر مرارا «لولا علي لهلك عمر» وإلزام العجوزة له في كتبهم مذكور وكان الأول في المنبر يقول «أنا مثلكم فإن قلت صوابا فاتبعوني وإن أخطأت فاهدوني» وأما الثالث فهو الفاسق الأحمق الذي لم يعلم الهر من البر (وتركتم الأئمة) الهداة من أهل بيت نبيكم الذين أخذوا العلوم من مشكاة نبوته (فتركوكم) في الضلالة لشقاوة نفوسكم وقساوة قلوبكم وبطلان استعدادكم عن قبول الهداية لكمال الغواية.
(فأصبحتم تحكمون بأهوائكم) لجهالتكم بالدين وإعراضكم عن أهل العلم واليقين (إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر وإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه) الذكر القرآن أو النبي (صلى الله عليه وآله) وقد روي تفسيره به في الأصول وأهله أهل بيته (عليهم السلام) والمراد بالأمر الأمر الديني أو الأعم منه ومما كان وما يكون وما هو كائن، وإذا للشرط في الاستقبال وقد يأتي في الماضي أيضا ولعل المراد أن أهل الذكر كانوا مرجعكم فيما ورد عليكم من الأمر المبهم وأنتم تسألونهم عنه وهم إذا أفتوكم فيه وفسروه لكم صدقتموهم وقلتم - للمدح والتحسين -: هو العلم الحق الذي جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) بعينه من غير نقص وزيادة فكيف تسألونهم عنه وتقولون هذا القول والحال أنكم تركتموهم وأزلتموهم عن منزلتهم ونبذتموهم وراء ظهوركم كأن لم تعرفوهم وخالفتموهم فيما لهم من حق الولاية والخلافة التي بناؤها على العلم والحكمة التي عندهم، وفيه توبيخ وإنكار عليهم وتعجب من حالهم حيث جمعوا بين الضدين اللذين أحدهما من لوازم العقل والآخر من توابع الجهل والله أعلم.
(رويدا) تصغير رود بالضم وهو هنا إما مصدر أو صفة وكونه اسم فعل بمعنى أمهله بعيد ومعناه على الأول كما في كنز اللغة آهسته رفتن وعلى الثاني آهسته، ونصبه بفعل مقدر أي سيروا سيرا رويدا وإنما أمر به لأن سرعة السير في طريق الباطل توجب غاية البعد من الحق بخلاف البطء فإنه قد يفضي إلى الشعور به والرجوع عن الباطل (عما قليل تحصدون جميع ما زرعتم) من الأعمال والأفعال والآراء والأهواء وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الإيضاح (وتجدون وخيم ما أجترمتم) أي ما اكتسبتم من ترك الولاية والرجوع إلى الإمام العالم العادل، والوخامة
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481