شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٥
الثقل يقال: وخم الطعام إذا ثقل فلم يستمرىء فهو وخيم وقد تكون الوخامة في المعاني يقال: هذا الأمر وخيم العاقبة أي ثقيل رديء (وما اجتلبتم من ولاية أهل الجور، وخلافتهم ولسان نوركم) أي قرآنكم أو شريعتكم وهو (عليه السلام) لسانهما لأنه ينطق بما هو المقصود منهما (فعن قليل رويدا ينزل بكم ما وعدتم) من العذاب بسبب المخالفة للكتاب والشريعة وقول النبي والوصي (عليهما السلام) (وما نزل بالأمم قبلكم) بسبب مخالفتهم لكتابهم ونبيهم وأوصيائه (وسيسألكم الله تعالى عن أئمتكم) الهداة والضلالة فيسألكم عن ترك المتابعة للأئمة الهداة من العلم والحجة أو يسألكم عن سبب المتابعة لأئمة الضلالة مع عدمها والأخير أنسب بقوله (معهم تحشرون) لأن حشرهم مع أئمة الضلالة كما دلت عليه الرواية والآية مثل قوله تعالى: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم).
(وإلى الله عز وجل غدا تصيرون) فيه وعيد بأنهم سيجدون جزاء ما كانوا يعملون ثم أبدى عليه السلام عذره في ترك طلب الخلافة وعدم المنازعة والمقاتلة معهم وهو قلة الأنصار والمعاون بل عدم وجودهم أصلا ومن أقدم في تلك الحال على مقاتلة الأبطال بدون إذن الرسول والملك المتعال ألقى نفسه إلى التهلكة فكيف إذا وقع الأمر بتركه لمصلحة جليلة كما أشار إليه آخرا فقال:
(أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت) العدة بالكسر الجماعة وبالضم الاستعداد والأهبة والإضافة على الأول بيانية وعلى الثاني لامية والمشهور أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وقيل ثلاثة آلاف وقيل: ألف (أو عدة أهل بدر) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا على المشهور وزاد بعضهم أربعة وبعضهم اثنين، قيل: روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين أنه (عليه السلام) كان يقول: لو وجدت أربعين ذوي عزم (وهم أعداؤكم) متعطشون بدمائكم كأصحاب بدر وأصحاب طالوت بالنسبة إلى خصومهم والواو للحال ولابد من هذا القيد لأن المقاتلة لا تتمشى بدون قوم متصفين بالعداوة وفي بعض النسخ «وهم أعدادكم» بالدال وكأنه إشارة إلى أن مثلهم في العدد موجود فيكم لتكون تحريضا لهم في الاجتماع عليه والانقياد له في أمر المحاربة (لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق) أي حتى ترجعوا من الدين الباطل وهو الذي أخذتموه بأهوائكم إلى الدين الحق وهو ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) (وتنيبوا للصدق) وهو الولاية له (عليه السلام).
(فكان أرتق للفتق) الفتق شق عصا المسلمين ووقوع المنازعة بينهم في أمر الدين وأحكامه المبتنية على العلم واليقين والرتق ضد الفتق والظاهر أن ضمير كان راجع إلى الأول والإنابة (وآخذ بالرفق) الأخذ التناول والرفق ضد الخرق وهو اللين والتلطف وترك العنف والعجلة والخشونة والتفريع ظاهر لأن الإمام إذا كان عالما عادلا معصوما لم يقع بينهم شقاق في الدين ولا منازعة في شيء من أحكامه ولا عجلة وجور وعنف وخشونة على أحد بخلاف ما إذا كان ظالما جاهلا فإن الظلم والجهل منشآن للفتق والخرق ولواحقهما (اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت أحكم
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481