شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٦
الحاكمين) لا راد لحكمك ولا حيف فيه، وقد حكم الله الملك الديان بذلهم وخذلانهم بسيف صاحب الزمان وبخزيهم وهوانهم عند الأبرار وسوء مآلهم في الآخرة بالدخول في النار.
(ثم خرج من المسجد فمر بصيرة) بكسر الصاد وسكون الياء المثناة التحتانية وهي حظيرة تتخذ للدواب من الحجارة وأغصان الشجر وجمعها أي يكون جميع حركاتهم وسكناتهم لله ولرسوله وموافقة للقوانين الشرعية لا يكون لهم تعلقا بالدنيا وحياتها (لأزلت ابن آكلة الذبان عن ملكه) الذبان بالكسر جمع الذباب بالضم هو معروف والعرب في مقام ذم رجل ينسبونه إلى أمه خصوصا إذا اشتهرت بلقب خبيث (فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت) على أن لا يفروا عند القتال وإن قتلوا (فقال أمير المؤمنين عليه السلام اغدوا بنا إلى أحجار الزيت) موضع بالمدينة (محلقين) أي لا بسين للحلقة وهي بسكون اللام السلاح مطلقا وقيل: هي الدروع خاصة ويحتمل أن يراد بالتحليق إزالة شعر الرأس وكأنه أمرهم به ليكون شعارا لهم وليخبرهم بالطاعة والامتثال لأمره والله أعلم (فما وافى من القوم محلقا إلا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر) والباقون تركوا التحليق أو تركوا الحضور (وجاء سلمان في آخر القوم) لم يعلم أنه كان محلقا أم لا بل الظاهر عدمه (فرفع يده إلى السماء فقال اللهم إن القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون) بإعراضهم عن نصحه وزجره عن عبادة العجل عند خروج موسى (عليه السلام) من بينهم حتى كادوا يقتلونه وفيه شكاية عن ترك الأصحاب نصرته وتقاعدهم عن متابعته، وبالجملة لم يكن له معين ولا دافع لهم عنه ولا مساعد إلا قليل من أهل بيته فضن بهم عن المنية فصبر على القذى وجرع ريقه على الشجى وحمل نفسه على كظم الغيظ.
وهنا كلام للمخالفين لا بأس أن نشير إليه فنقول: قال المخالفون: لو كان علي رضي الله عنه وصيا ومستحقا للخلافة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) بالوصاية لما جاز له أن يقعد عن طلبها بالسيف مع شجاعته وحيث قعد عنه ولم يطلبها بالسيف علم أنه لم يكن وصيا ولم يكن منكرا لخلافة من تقدمه.
أقول: لا حجة لهم في ذلك وما ذكروه أوهن من بيت العنكبوت أما أولا فلأن الله تعالى أمر بثبات الواحد على الاثنين وقد كان علي عليه السلام داخلا في هذا النص غير مستثنى ولا مأمور بأن يقاوم الألوف وحده بالاتفاق وأما ثانيا فلأن النبي (صلى الله عليه وآله) وأبا بكر فرا من مكة إلى المدينة فإذا جاز لهما ذلك فقد جاز لعلي (عليه السلام) وحده بالأولوية، وأما ثالثا فلأنه عليه السلام مع وجود النبي (صلى الله عليه وآله) استحصن بالخندق ولم يبرز للأحزاب وحده مع كونه شجاعا فإذا جاز له ذلك عند حضوره جاز له بعد مفارقته أيضا.
وأما رابعا فلأنه لا يجب على الشجاع بل لا يجوز القيام بالمحاربة على العدد الكثير بدون أمر الله تعالى إذا ظن أو علم الغلبة لهم ولعله (عليه السلام) علم أنه لا يقاومهم وحده وهو أعلم بنفسه منكم.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481