شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣١٢
في هذه الآية وفي قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين..) الآية والشيخ في الحديث الخامس والثلاثين من الأربعين في قوله «وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر لو صرفته إلى غير ذلك لهلك» ولجواز العكس وبيان فائدته مجال من التوجيه فتأمل (ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم) أي لو لم تفعلوا الوفاء بالعهد وبدلتم بأولياء الله غيرهم كما بدلوا لدخلتم في التعيير أيضا.
(حيث يقول جل ذكره (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) عهد الولاية (وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) الكاملين في الفسق بترك الولاية، وان مخففة وهي تدخل الجملتين ففي الإسمية تعمل وتهمل، وفي الفعلية يجب إهمالها وحيث وجدت إن وبعدها لام مفتوحة فاحكم بأنها مخففة (فقال (إخوانا على سرر متقابلين في جنات النعيم يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون) وهم مع أهل الولاية شركاء في هذه النعمة (فقال عز وجل هل (يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) يعني إنه لا مساواة بين العالم والجاهل وأنه لا يعلم الفرق بينهما إلا ذوو العقول الصحيحة الخالصة عن شوائب الأوهام.
(فنحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا هم أولوا الألباب) روي مثله أيضا عن أبي جعفر (عليه السلام) وسيجئ عن الصادق (عليه السلام) أيضا قبل حديث الصيحة أن الآية نزلت في وصف علي (عليه السلام) وذم أبي الفصيل يعني أن عليا عليه السلام لكونه عالما بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) رسول الله ليس مثله وهو لا يعلم ذلك ويقول باطنا: إنه ساحر كذاب (يعني بذلك عليا وشيعته) لعل المراد بشيعته كل من أقر بولايته من لدن آدم إلى آخر الدهر فإذن ليس المرحوم إلا هو وشيعته وبقي المستثنى منه بعد الاستثناء على عمومه لعدم صدقه بعده على مؤمن ولا يتحقق الإغناء والنصرة في غيره، وروى المصنف بإسناده في كتاب الأصول عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية قال «نحن والله الذي يرحم الله ونحن والله الذي استثنى الله لكنا نغني عنهم» (قال لقد ذكركم الله عز وجل في كتابه إذ يقول (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) والله ما أراد بهذا غيركم) لأن المخاطبين بهذا الخطاب الشريف هم المؤمنون باتفاق الأمة لخروج غيرهم عن هذا التشريف والإيمان لا يتحقق بالعقل والنقل إلا لمن أقر بالأوصياء وولايتهم وهم الشيعة رضي الله تعالى عنهم (فقال (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) والله ما أراد بهذا إلا الأئمة عليهم السلام وشيعتهم) إضافة العباد تفيد الاختصاص والمراد بهم المخلصون له تعالى المطيعون لأمره بقوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وهم الأئمة عليهم السلام وشيعتهم.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481