شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٢٨
(فسرورها مشوب بالحزن) أي مختلط مشبك به وفي بعض النسخ مشرب والإشراب: خلط لون بلون آخر كان أحد اللونين سقي اللون الآخر والتشريب مثله مع المبالغة والتكثير، والمراد به هنا مطلق الخلط وهذا ناظر إلى وصل البلاء بالرخاء.
(والبقاء فيها إلى الضعف والوهن) كما قال عز وجل: (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) ولعل العطف للتفسير ويمكن أن يراد بالضعف ضعف القوى والحواس وبالوهن وهن العظم وسائر الأعضاء وهذا ناظر إلى وصل البقاء بالفناء.
(فهي كروضة اعتم مرعاها) اعتم النبت بشد الميم: اكتهل أي أتم طوله وظهر نوره (وأعجت من يراها) بحسن منظرها وكمال زينتها.
(عذب شربها) استعار الشرب بالكسر وهو الماء للذات الدنيا ورشحها بذكر العذب في ميل الطبع إليها (طيب تربها) لما فيه من أنواع الأشجار والأزهار والأثمار وغيرها مما يعجب النفس ويبعث الميل إليها.
(تمج عروقها الثرى وتنطف فروعها الندى) الثرى بفتح الثاء والراء: الندى التراب الندى أو الذي إذا بل لم يصر طينا لازبا ولعل المراد هو الأول والمج الرمي يقال: مج الرجل الماء من فمه من باب نصر إذا رماه. ونطف الماء من باب نصر وضرب إذا قطر قليلا قليلا أو إذا سال والمقصود بيان كثرة مائها بحيث ترميه عروقها وفروعها وإنما قلنا: لعل لأنه لو أريد الثاني لكان له أيضا وجه وهو أي عروقها ترمي التراب عن جنبيها وتنقب فيه لقوتها.
(حتى إذا بلغ العشب أبانه) العشب بالضم: الكلاء ما دام رطبا وأبان الشيء وقت ظهوره وكماله والنون أصلية فيكون فعالا بكسر الفاء وقيل: هي زايدة وهو فعلان من أب الشيء إذا تهيأ للذهاب.
(واستوى بنانه) وتم قوته (هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق) حت الورق بتشديد التاء فركها وقشرها فانحتت وتحاتت أي سقطت والورق محركة من الشجر معروفة والواحدة بهاء وتطلق على جمال الدنيا وبهجتها أيضا، وتفرق من التفريق وعطف على تحت والمراد به تفريق انتظامها وإزالة اجتماعها حتى كان لم تكن كما أشار إليه بقوله: (كما قال الله تعالى (هشيما)) أي مهشوما مكسورا (تذروه الرياح) أي اطارته من مكانه إلى أمكنة متفرقة (وكان الله على كل شيء مقتدرا) في غاية الاقتدار على إيجاده وإفنائه بلا مانع يمنعه ولا دافع يدفعه (انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم) ختم الكلام بعد ذم الدنيا والركون إليها بالنهي عن الاغترار بكثرة ما يعجبكم منها وعلله بقلة ما ينفعكم منها وقوله: «في كثرة» بدل لقوله: «في الدنيا» أو «في» بمعنى على أو مع والله ولي التوفيق.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481