القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا حسان بن علي المدائني قال: حدثنا العباس بن مكرم، عن سعد الخفاف (1)، عن الأصبغ بن نباتة قال: كتب عثمان ابن عفان حين أحيط به إلى علي بن أبي طالب عليه السلام: أما بعد، فقد جاوز الماء الزبى، وبلغ الحزام الطبيين، وتجاوز الامر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه.
فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق قال المبرد: قوله: " قد جاوز الماء الزبى " فالزبية مصيدة الأسد (2) ولا تتخذ إلا في قلة جبل وتقول العرب: " قد بلغ الماء الزبى " وذلك أشد ما يكون من السيل، ويقال في العظيم من الامر: " قد علا الماء الزبى، وبلغ السكين العظم، وبلغ الحزام الطبيين، وقد انقطع السلى في البطن (3) ". قال العجاج، فقد علا الماء الزبى إلى غير، أي قد جل الامر عن أن يغير، أو يصلح، وقوله: " بلغ الحزام الطبيين " (4) فأن السباع والطير يقال لموضع الاخلاف منها (5) " أطباء " واحدها " طبي " كما يقال في الخف والظلف : خلف هذا مكان هذا، فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه، ومثل هذا من أمثالهم " التقت حلقتا البطان (6) " ويقال: " التقت حلقة البطان والحقب (7) " ويقال:
" حقب البعير " إذا صار الحزام في الحقب منه.