قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: هذا حديث لم أسمعه إلا من الحسن ابن حمزة العلوي ولم أروه عن شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ولكنه صحيح عندي يؤيده الخبر المنقول عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة والمال لا يروس إنما يراس به (1). فهو كناية عمن ذهب بالدين وأفاض الكفر، و إنما وقعت الكناية بهما لأنهما أثمان كل شئ كما أن الذين كنى عنهم أصول كل كفر وظلم.
(باب) * (معنى الدرجات والكفارات والموبقات والمنجيات) * 1 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن هارون ابن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات (2)، وثلاث منجيات. فأما الدرجات فإفشاء السلام وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات، والمحافظة على الصلوات. وأما الموبقات فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط.
قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: الشح المطاع سوء الظن بالله عز وجل وأما السبرات فجمع " سبرة " وهو شدة البرد وبها سمي الرجل سبرة.