إن هؤلاء الأخابث (1) يروون عن أبيك يقولون: أن أباك عليه السلام قال: " إذا عرفت فاعمل ما شئت " فهم يستحلون بعد ذلك كل محرم قال: ما لهم لعنهم الله؟! إنما قال أبي عليه السلام:
إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك.
(باب) * (معنى قول الرجل للرجل: " جزاك الله خيرا ") * 1 - أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن يزيد، عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: " جزاك الله خيرا " ما يعني به؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الخير نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الأوصياء و شيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى باسم ذلك النهر وذلك قول الله عز وجل في كتابه: " فيهن خيرات حسان (2) " فإذا قال الرجل لصاحبه: " جزاك الله خيرا " فإنما يعني به تلك المنازل التي أعدها الله عز وجل لصفوته وخيرته من خلقه.
(باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام للذي قال له إني أحبك:) * * (" أعد للفقر جلبابا ") * 1 - أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن منصور، عن أحمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك، قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام: حديث يروى أن رجلا قال لأمير المؤمنين عليه السلام: إني أحبك. فقال له: أعد للفقر جلبابا. فقال: ليس هكذا قال: إنما قال له: أعددت لفاقتك جلبابا يعني يوم القيامة.