الناس. وأما قوله: " والبئر جبار " فإن فيها غير قول (1)، يقال: إنها البئر يستأجر عليها صاحبها رجلا يحفرها في ملكه فينهار (2) على الحافر فليس على صاحبها ضمان. و يقال: إنها البئر تكون في ملك الرجل فيسقط فيها إنسان أو دابة فلا ضمان عليه لأنها في ملكه.
وقال القاسم بن سلام: هي عندي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر ولا مالك تكون بالوادي فيقع فيها الانسان أو الدابة فذلك هدر بمنزلة الرجل يوجد قتيلا بفلاة من الأرض لا يعلم له قاتل فليس فيه قسامة ولا دية. وأما قوله: " المعدن جبار " فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب والفضة، فيجيئ قوم يحتفرونها لهم بشئ مسمى فربما انهار المعدن عليهم فيقتلهم فدماؤهم هدر لأنهم إنما عملوا بأجرة. وأما قوله:
" وفي الركاز الخمس " فإن أهل العراق وأهل الحجاز اختلفوا في الركاز فقال أهل العراق:
الركاز المعادن كلها، وقال أهل الحجاز الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الاسلام.
(باب) * (معنى الإسجاح) * 1 - أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي ببلخ، قال: حدثنا أبو عبد الله البخاري، قال: حدثنا سهل بن المتوكل، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم الجمل لعائشة:
كيف رأيت صنع الله بك يا حميراء؟ فقالت له: ملكت فأسجح (3). يعني تكرم.