الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٦٤
قلت: [مما] نتخوف من فتنة ابن الزبير (1) وما فيه الناس قال: فضحك، ثم قال:
يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟
قلت: لا، ثم غاب عني.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله.
3 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن عمه

(١) ابن الزبير هو عبد الله وكان أعدى عدو أهل البيت وقد سار سببا لعدول الزبير عن ناحية أمير المؤمنين (ع) حيث قال (عليه السلام): لا زال الزبير معنا حتى أدرك فرخه. والمشهور أنه بويع له بالخلافة بعد شهادة الحسين (ع) لسبع بقين من رجب سنة أربع وستين في أيام يزيد و قيل لما استشهد الحسين (عليه السلام) في سنة ستين من الهجرة دعا ابن الزبير بمكة إلى نفسه، وعاب يزيد بالفسوق والمعاصي وشرب الخمور فبايعه أهل تهامة والحجاز فلما بلغ يزيد ذلك ندب له الحصين بن نمير وروح بن زنباع وضم إلى كل واحد جيشا واستعمل على الجميع مسلم بن عقبة، وجعله أمير الامراء، ولما ودعهم قال: يا مسلم لا ترد أهل الشام عن شئ يريدونه لعدوهم، و اجعل طريقك على المدينة فان حاربوك فحاربهم فان ظفرت بهم فأبحهم ثلاثا. فسار مسلم حتى نزل الحرة فخرج أهل المدينة فعسكروا بها وأميرهم عبد الله بن حنظلة الراهب غسيل الملائكة فدعاهم مسلما ثلاثا فلم يجيبوا فقاتلهم، فغلب أهل الشام وقتل عبد الله وسبعمائة من المهاجرين و الأنصار ودخل مسلم المدينة وأباحها ثلاثة أيام ثم شخص بالجيش إلى مكة وكتب إلى يزيد بما صنع بالمدينة ومات مسلم لعنه الله في الطريق فتولى أمر الجيش الحصين بن نمير حتى وافى مكة فتحصن منه ابن الزبير في المسجد الحرام في جميع من كان معه ونصب الحصين المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة فبينما هم كذلك إذ ورد الخبر على الحصين بموت يزيد لعنة الله عليهما، فأرسل إلى ابن الزبير يسأله الموادعة فأجابه إلى ذلك وفتح الأبواب واختلط العسكران يطوفون بالبيت، فبينما الحصين يطوف ليلة بعد العشاء إذا استقبله ابن الزبير فأخذ الحصين بيده وقال له سرا: هل لك في الخروج معي إلى الشام فأدعو الناس إلى بيعتك فان أمرهم قد مرج ولا أدرى أحدا أحق بها اليوم منك ولست أعصى هناك فاجتذب ابن الزبير يده من يده وهو يجهر: دون أن أقتل بكل واحد من أهل الحجاز عشرة من الشام، فقال الحصين: لقد كذب الذي زعم أنك من دهاة العرب، أكلمك سرا وتكلمني علانية وأدعوك إلى الخلافة وتدعوني إلى الحرب، ثم انصرف بمن معه إلى الشام وقالوا: بايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل الشام إلى أن بايعوا مروان بعد حروب واستمر له العراق إلى سنة إحدى وسبعين وهي التي قتل فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير وهدم قصر الامارة بالكوفة، ولما قتل مصعب انهزم أصحابه فاستدعى بهم عبد الملك فبايعوه وسار إلى الكوفة ودخلها واستقر له الامر بالعراق والشام ومصر ثم جهز الحجاج في سنة ثلاث وسبعين إلى عبد الله بن الزبير فحصره بمكة ورمى البيت بالمنجنيق ثم ظفر به وقتله واجتز الحجاج رأسه وصلبه منكسا ثم أنزله ودفنه في مقابر اليهود وكانت خلافته بالحجاز والعراق تسع سنين واثنين وعشرين يوما وله من العمر ثلاث وسبعون سنة وقيل اثنان وسبعون سنة وكانت أمه أسماء بنت أبي بكر (آت)
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست