الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٤٥٠
فقال هو: " ويعفو عن كثير " (1) قال: قلت: ليس هذا أردت أرأيت ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته (عليهم السلام) من ذلك؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (2).
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته (عليهم السلام) من بعده هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (3).
3 - علي بن إبراهيم، رفعه قال: لما حمل علي بن الحسين (صلى الله عليهما) إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه قال يزيد لعنه الله: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم (1) " فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): ليست هذا الآية فينا إن فينا قول الله عز وجل: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (4) ".

(١) الشورى: ٢٩.
(٢) لعله لما اكتفى ببعض الآية كان موهما لان يكون نسي تتمة الآية فقرأها (عليه السلام) أو موهما لأنه توهم أن كل ذنب لابد أن يبتلى الانسان عنده ببلية فقرأ (عليه السلام) تتمة الآية لرفع هذا التوهم. وقوله: " أرأيت " أي أخبرني وجوابه (عليه السلام) يحتمل الوجهين: الأول أن استغفار النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن لحط الذنوب بل لرفع الدرجات فكذا ابتلاؤهم (عليهم السلام) ليست لكفارة الذنوب بل لكثرة المثوبات ورفع الدرجات فالخطاب في الآية متوجه إلى غير المعصومين بقرينة " ما كسبت أيديكم " كما عرفت والثاني أن استغفار النبي (صلى الله عليه وآله) كان لترك الأولى وترك العبادة الأفضل إلى الأدنى وأمثال ذلك فكذا ابتلاؤهم كان لتدارك ذلك والأول أظهر (آت) ويمكن أن يكون الاستغفار والتوبة العبادة في نفسهما.
(٣) المراد بالسبعين في حديث السابق العدد الكثير ولا ينافي هذا أو أنه (عليه السلام) يفعل مرة هكذا ومرة هكذا.
(٤) الحديد: ٢٢.
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست