أعباء الديانة تفسح حاشية الإبل (51) تحت أوراق البزل (52).
ولا يحرز السبق الرزاح (53) وإن جرت * ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا، واحتجوا بمتشابه القرآن.
فتأولوه بآرائهم، واتهموا مأثور الخبر (54) مما استحسنوا، يقتحمون في أغمار الشبهات، ودياجير الظلمات، بغير قبس نور من الكتاب، ولا أثرة علم (55) من مظان العلم بتخدير مثبطين زعموا أنهم على الرشد من غيهم.
وإلى من يفزع خلف هذه الأمة، وقد درست أعلام الملة، ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف؟! يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول:
" ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات " (56) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة، وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب، وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة؟!