ممدودة إليك، ولا تذل نفسا هي عزيزة عليك بمعرفتك (3) ولا تسلب عقلا هو مستضئ بنور هدايتك، ولا تقذ (4) عينا فتحتها بنعمتك، ولا تخرس لسانا عودته الثناء عليك، وكما كنت أولا بالتفضل، فكن آخرا بالاحسان. الناصية بيدك، والوجه عان (5) لك، والخير متوقع منك، والمصير على كل حال إليك، ألبسني في هذه الحياة البائرة (6) ثوب العصمة، وحلني في تلك الباقية بزينة الأمن والسعادة، وافطم (7) نفسي عن طلب العاجلة الزائلة، وأجرني على العادة الفاضلة، ولا تجعلني ممن تكله إلى نفسه.
فالشقي (8) من لم تأخذ بيده، ولم تؤمنه من غده، والسعيد من آويته إلى كنف (9) نعمتك، ونقلته حميدا إلى منازل رحمتك، إنك على ما تشاء قدير، وميسر (10) كل عسير، وكل عسير عليك سهل يسير.
(32) دعاؤه عليه السلام في اللجأ إلى الله تعالى اللهم إن تشأ تعف عنا فبفضلك، وإن تشأ تعذبنا فبعدلك، فسهل لنا عفوك بمنك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنه لا طاقة لنا بعدلك ولا نجاة لأحد منا دون عفوك.