(21) دعاؤه عليه السلام عند الصباح والمساء الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته، وميز بينهما بقدرته وجعل لكل واحد منهما حدا محدودا، وأمدا ممدودا، يولج (1) كل واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به، وينشئهم عليه، فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات النصب، وجعله لباسا ليلبسوا من راحته ومنامه، فيكون ذلك لهم جماما (2) وقوة، ولينالوا به لذة وشهوة، وخلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله، وليتسببوا إلى رزقه، ويسرحوا في أرضه، طلبا لما فيه نيل العاجل من دنياهم، ودرك الآجل في أخراهم، بكل ذلك يصلح شأنهم (3) ويبلو أخبارهم، وينظر كيف هم في أوقات طاعته، ومنازل فروضه ومواقع أحكامه " ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى " (4).
اللهم فلك الحمد على ما فلقت (5) لنا من الأصباح ومتعتنا به من ضوء النهار، وبصرتنا من مطالب الأقوات، ووقيتنا فيه من طوارق الآفات.
أصبحنا وأصبحت الأشياء كلها بجملتها لك، وسماؤها وأرضها،