(8) دعاؤه عليه السلام إذا مجد الله واستقصى في الثناء عليه اللهم إن أحدا لا يبلغ من شكرك غاية وإن أبعد إلا حصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكرك، ولا يبلغ مبلغا من طاعتك، وإن اجتهد إلا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فأشكر عبادك عاجز عن شكرك، وأعبدهم لك مقصر عن طاعتك، لا يجب لأحد منهم أن تغفر له باستحقاقه، ولا يحق له أن ترضى عنه باستيجابه.
فمن غفرت له فبطولك (1) ومن رضيت عنه فبفضلك، تشكر يسير ما تشكر به، وتثيب على قليل ما تطاع فيه، حتى كان شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم، وأعظمت فيه جزاءهم، أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافأتهم، ولم يكن سببه بيدك فجازيتهم (2) بل ملكت يا إلهي أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا (3) في طاعتك، وذلك أن سنتك الافضال، وعادتك الاحسان، وسبيلك العفو، كل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت، وشاهدة بأنك متفضل على من عافيت،