ينقطع إليه، وأخرى يسلك به درب التعامل السليم مع المجتمع فيعلمه أسلوب البر بالوالدين، ويشرح حقوق الوالد والولد والأهل والأصدقاء والجيران، ثم يبين فاضل الأعمال وما يجب أن يلتزم به المسلم في سلوكه الاجتماعي، كل ذلك بأسلوب تعليمي رائع وبليغ.
وصفوة القول أنها كانت أسلوبا مبتكرا في إيصال الفكر الاسلامي والمفاهيم الاسلامية الأصلية إلى القلوب الظمأى، والأفئدة التي تهوي إليها لترتزق من ثمراتها، و تنهل من معينها، فكانت بحق عملية تربوية نموذجية من الطراز الأول، أس بناءها الإمام السجاد عليه السلام مستلهما جوانبها من سير الأنبياء وسنن المرسلين - كما أمر الله سبحانه وتعالى وأوحاه لهم - في ذلك الواقع المتفجر بالمحن والمشبع بالمآسي، وبرمجة علمية وعملية وضع الإمام السجاد عليه السلام منهجها لتربية النفس، وصقل الروح، و إصلاح السريرة، وتنظيم العلائق الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع.
والله عز وجل هو المستعان والموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب.