والنصارى وحكامهم وأحبارهم ورهبانهم وقساوستهم إلى الاسلام، وأعلن رفضه لعقيدة اليهود {عزير ابن الله} (1) ولعقيدة النصارى {إن الله ثالث ثلاثة} (2).
وأعلن بكل صراحة بأنه هو الذي بشرت به التوراة والإنجيل {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} (3)، {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} (4).
فهل كان يمكنه الإعلان عن هذه الدعوى، وهو غير صادق فيها، أمام أولئك الأعداء الذين كانوا ينتهزون الفرصة للقضاء عليه حتى لا يفقدوا موقعيتهم المادية والمعنوية؟
إن الأحبار والقساوسة وعلماء اليهود والنصارى وسلاطينهم الذين توسلوا بكل الوسائل للوقوف أمامه وبذلوا جميع جهودهم للتصدي له، ورجعوا خائبين مندحرين حتى في الحرب والمباهلة، كيف سكتوا في مقابل هذه الدعوى المدمرة، وعجزوا عن مواجهتها وإبطالها؟
إن هذا السكوت الفاضح من علماء اليهود والنصارى وأمرائهم، وذلك الادعاء الواضح منه (صلى الله عليه وآله وسلم) برهان قاطع على ثبوت تلك البشارات في ذلك الزمان، وأنهم لم يجدوا بعد ذلك بدا من تحريف الكتب، حفظا لما بأيديهم من حطام الدنيا وحبا للجاه والمقام بين الناس، كما يحدثنا عن ذلك قسيس أسلم في كتابه